آسياأخبار العالمأمريكا

تدهور التعاون بين إيران والوكالة الذرية وسط محادثات مرتقبة في أوسلو ومساعٍ غربية لاحتواء الأزمة النووية

أعلنت إيران التزامها بمعاهدة حظر الانتشار النووي رغم تصديق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على قانون يعلق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويشترط موافقة مجلس الأمن القومي الأعلى في طهران على أي عمليات تفتيش مستقبلية لمواقعها النووية. ويأتي هذا التصعيد بعد صدور قرار من مجلس محافظي الوكالة اتهم طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها، وما تبعه من غارات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية إيرانية.

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر منصة “إكس” أن التعاون مع الوكالة سيتم فقط عبر المجلس الأعلى للأمن القومي، متهماً الوكالة بالانحياز وتوفير غطاء للهجمات الإسرائيلية. وردّت الوكالة في بيان مقتضب أنها بانتظار معلومات رسمية إضافية من إيران، فيما وصفت الخارجية الألمانية قرار طهران بأنه “إشارة كارثية”، بينما اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس أن تعليق التعاون النووي لا يخفف التوتر ويجب استئناف المفاوضات فوراً.

في المقابل، شدد عراقجي على أن البرنامج النووي الإيراني حق مشروع في إطار معاهدة عدم الانتشار، وأن أي محادثات تهدف إلى إنهائه تتعارض مع البروتوكول الإضافي والقرار 2231. كما قلل من جدوى مشاركة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في أي مفاوضات قادمة، معتبراً أن آلية “سناب باك” لم تعد تستند إلى أسس قانونية.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر إسرائيلية عن اتصالات متقدمة بين طهران وواشنطن لاستئناف المحادثات النووية الأسبوع المقبل في أوسلو، برعاية المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف إطلاق النار مع إيران عقب حرب استمرت 12 يوماً. ورغم إنكار ترمب وجود أي تفاوض، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن قنوات اتصال مفتوحة مع عراقجي أحيطت بها تل أبيب مسبقاً.

وطالبت إيران بضمانات أميركية بعدم تنفيذ ضربات عسكرية جديدة كشرط لاستئناف المحادثات، في حين حث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المجتمع الدولي على إعادة فرض العقوبات على إيران وتفعيل جميع الوسائل المتاحة لوقف تخصيب اليورانيوم.

من جانبها، كشفت وزارة الدفاع الأميركية أن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع نووية في 22 يونيو قد أعادت برنامج إيران النووي إلى الوراء بين عام وعامين، وهو ما وصفه المتحدث باسم البنتاغون بـ”النتيجة المؤكدة” وفقاً لتقارير استخباراتية، رغم استمرار تحليلات لاحقة لتحديد حجم الضرر بدقة.

ويستمر التوتر بين طهران والغرب، في ظل مخاوف من اندلاع مواجهة شاملة تهدد استقرار الشرق الأوسط، بينما يترقب المجتمع الدولي نتائج مفاوضات أوسلو المرتقبة لمعرفة إن كانت الدبلوماسية ستتمكن من إعادة الملف النووي الإيراني إلى مسار التفاوض مجدداً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق