اشتداد المعارك في الفاشر وسط وعود بفك الحصار وتصعيد ميداني متبادل

قسم الأخبار الدولية 02/07/2025
استعادت المعارك زخمها في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد فترة من الهدوء النسبي لم تخلُ من تبادل القصف بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، إذ شنت الأخيرة هجوماً عنيفاً، الثلاثاء، استهدف السيطرة على المدينة وعلى مقر الفرقة 16 مشاة التابعة للجيش، وهي آخر قاعدة عسكرية للجيش النظامي في إقليم دارفور. وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الهجوم استمر ثلاث ساعات وانتهى بتراجع قوات الدعم السريع بعد تكبّدها خسائر كبيرة.
ترافق التصعيد العسكري مع تضييق الخناق على المدينة من قبل قوات «الدعم السريع»، إذ أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن الأخيرة واصلت حفر الخنادق حول المدينة منذ مايو 2025، وأغلقت المنافذ والمعابر، مما فاقم الأزمة الإنسانية، وتسبب في وفاة المئات جوعاً أو بسبب انعدام الأدوية.
وتحدث العميد أحمد حسين، الناطق باسم القوات المشتركة المدافعة عن المدينة، عن صد أكثر من 216 هجوماً خلال الأشهر الماضية، وأكد أن القوات ما تزال متمركزة في مواقعها، متوعداً بإفشال أي محاولة جديدة لاقتحام المدينة. كما نفى تقدم الدعم السريع نحو قيادة الجيش، معتبراً تلك التصريحات «مجرد أحلام»، وكشف عن مشاركة عناصر من الأطفال في المعارك إلى جانب «الدعم السريع»، وفق تعبيره.
ورغم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع في الفاشر، وافقت عليها الحكومة الانتقالية في بورتسودان، إلا أن الرد من قوات الدعم السريع وحلفائها جاء سلبياً. وذكرت تقارير أن حركة تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس، الحليفة للدعم السريع، أبلغت الأمين العام رفضها للهدنة، معتبرة المدينة منطقة عسكرية بالكامل.
وتُظهر الأوضاع في الفاشر تصعيداً مزدوجاً: تصعيد ميداني على الأرض، حيث تتواصل محاولات الاقتحام والحصار الخانق، إلى جانب تصعيد في المواقف السياسية والعسكرية، إذ تواصل الأطراف تبادل الاتهامات بشأن استهداف المدنيين، وعرقلة دخول المساعدات، ومنع الإمدادات عن الأسواق التي تضررت بشدة من القصف والنيران، كما حدث مؤخراً في السوق الرئيسية للفاشر.
وتُعد مدينة الفاشر آخر المعاقل الحضرية الكبيرة التي ما زالت خارج سيطرة الدعم السريع في دارفور، ويحيط بها عدد من مخيمات النزوح التي تعاني أوضاعاً إنسانية حرجة. ويخشى المراقبون من أن يؤدي استمرار المعارك دون أي أفق للحل إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل غياب استجابة دولية حاسمة لوقف إطلاق النار.