مجزرة المجلد تثير صدمة واسعة وسط تصاعد القتال غرب السودان

قسم الأخبار الدولية 24/06/2025
قُتل أكثر من 40 شخصاً، بينهم أطفال وعاملون في مجال الرعاية الصحية، في هجوم دموي استهدف مستشفى بمدينة المجلد بولاية غرب كردفان السودانية مطلع الأسبوع، في واحدة من أسوأ الهجمات التي تطال منشأة طبية منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان له الثلاثاء، أن الضربة أوقعت خسائر بشرية كبيرة، داعياً إلى وقف فوري للهجمات على المنشآت الصحية. وأوضح أن المستشفى يقع على مقربة من خطوط المواجهة بين الطرفين، لكنه امتنع عن توجيه الاتهام لأي طرف.
وذكرت مصادر طبية محلية أن القصف استهدف أقساماً مأهولة بالمرضى والكوادر الطبية، مما أدى إلى انهيار أجزاء من البنية التحتية للمرفق الصحي. وأشار شهود عيان إلى أن القصف حدث في وقت كان يشهد فيه المستشفى اكتظاظاً بالمصابين من المعارك الدائرة في المنطقة.
ويمثل هذا الهجوم امتداداً لسلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت المدنيين في مناطق النزاع السودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين داخلياً وخارجياً، مع تدهور بالغ في النظام الصحي وانهيار المستشفيات في مناطق واسعة من البلاد.
وتقع مدينة المجلد في ولاية غرب كردفان التي تشهد توتراً متزايداً منذ أسابيع، وسط تحركات عسكرية متبادلة بين الجيش و«الدعم السريع» سعياً للسيطرة على مناطق استراتيجية قرب الحدود مع إقليم دارفور.
من جهتها، دعت منظمات دولية إلى إجراء تحقيق عاجل في الحادث وضمان حماية العاملين في القطاع الصحي، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن استهداف المستشفيات يرقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني.
ويُنتظر أن يسلّط هذا الهجوم الضوء مجدداً على فشل الجهود الدولية في التوصل إلى هدنة دائمة بين الطرفين، رغم الوساطات المتعددة التي رعتها قوى إقليمية ودولية. كما يفتح الباب واسعاً أمام مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث يعيش الملايين دون رعاية صحية أو غذاء كافٍ، تحت وطأة حرب لا تبدو نهايتها قريبة.