آسياأخبار العالمالشرق الأوسط

وقف إطلاق النار بين ايران وإسرائيل .. الى أين؟

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الاثنين، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد 12 يوماً من التصعيد العسكري الذي شهد غارات متبادلة وقصفاً لمواقع استراتيجية حساسة، من أبرزها المنشآت النووية الإيرانية. جاء هذا الإعلان بعد ساعات من قصف إيراني لمبنى في بئر السبع بصواريخ انطلقت من أراضيها، وسقوط قتلى وفق ما أفادت به هيئة الإسعاف الإسرائيلية.

وأكد ترامب أن “وقف إطلاق النار الكامل والشامل دخل حيز التنفيذ”، داعياً الطرفين إلى الالتزام به، في خطوة اعتبرها أنصاره تتويجاً لنهجه القائم على “السلام من خلال القوة”. وأوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة توسطت بين الطرفين عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، بمشاركة نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، إلى جانب وساطة قطرية مع الإيرانيين.

رغم إعلان طهران قبول وقف إطلاق النار، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن “لا تهدئة قبل توقف الهجمات الإسرائيلية”، ما يعكس تبايناً في التصريحات ويثير الشكوك حول مدى الالتزام الفعلي بالاتفاق. من جانبها، أكدت مصادر أميركية أن الرد الإيراني على قصف منشآتها النووية، الذي نفذته قاذفات أميركية خارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل، كان “محسوباً” لتفادي التصعيد.

وبحسب تقييمات استخباراتية، فإن الهجمات نجحت في إضعاف القدرات النووية الإيرانية، لكن لا توجد دلائل كافية على تدمير كامل لمخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب. ويرى خبراء أن إيران “في وضع ضعف شديد”، خاصة بعد استهداف قادتها العسكريين والعلماء النوويين.

ويقول جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول الاستخبارات الوطنية سابقاً، إن “إسرائيل أنجزت معظم أهدافها… بينما تبحث إيران عن مخرج”، مضيفاً أن واشنطن تأمل في أن تشكل هذه التهدئة “بداية النهاية”.

لكن مراقبين كدنيس روس يحذرون من أن التساؤلات الكبرى لم تُحل بعد، وعلى رأسها مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ومصير مفاوضات فيينا المتوقفة، وما إذا كان وقف إطلاق النار سيتحوّل إلى تسوية سياسية أم مجرد هدنة مؤقتة.

ويمثل هذا التطور مقامرة كبرى لترامب، الذي طالما وعد بعدم التورط في حروب خارجية. وإذا ما نجح في تقليص التوتر دون انزلاق إلى حرب إقليمية أوسع، فقد يعزز موقفه داخلياً ويمنحه مساحة لإعادة التركيز على قضايا الهجرة والتجارة في حملته الانتخابية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق