آسياأخبار العالمالشرق الأوسط

إيران تعلن تفكيك شبكة تجسس مرتبطة بالموساد وتضبط شاحنة مسيّرات انتحارية غرب طهران

كثّفت السلطات الإيرانية حملتها الأمنية ضد ما تصفه بـ”الأنشطة التخريبية الإسرائيلية” داخل البلاد، إذ أعلنت طهران، يوم الاثنين 23 يونيو 2025، ضبط شاحنة صغيرة محملة بطائرات مسيّرة انتحارية واعتقال عميل تابع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) غرب العاصمة. يأتي هذا في سياق توتر أمني متصاعد بين طهران وتل أبيب عقب سلسلة هجمات إسرائيلية على أهداف إيرانية داخل البلاد.

ووفقاً للتلفزيون الإيراني الرسمي، فإن العملية الأمنية التي نُفذت غرب طهران كشفت عن “عدد كبير من المسيّرات الانتحارية الجاهزة للاستخدام”، إلى جانب اعتقال شخص قالت السلطات إنه عميل مباشر للموساد. ولم توضح تفاصيل إضافية حول الموقع الدقيق أو الهدف المحتمل لتلك المسيّرات.

تزامناً مع ذلك، أعلن جهاز الاستخبارات التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني قبل أيام عن تفكيك خلية تضم 16 شخصاً في محافظة لرستان غرب البلاد، قال إنهم “كانوا يعملون ضمن شبكة تجسس منظمة تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي من خلال الفضاء الإلكتروني، عبر التنسيق مع جهات إسرائيلية معادية”.

تصعيد غير مسبوق في أحكام الإعدام بتهم التجسس

وفي تطور لافت، أعدمت إيران، صباح الاثنين، محمد أمين شايسته، الذي قالت إنه “زعيم خلية أمن إلكتروني متعاونة مع الموساد”. وقد أُلقي القبض عليه نهاية عام 2023، واتُّهم بقيادة شبكة إلكترونية تعمل على تنفيذ عمليات معلوماتية وتنسيق إعلامي مع إسرائيل. المحكمة العليا صادقت على حكم الإعدام، ونُفذ بعد استكمال جميع الإجراءات القانونية، حسب وكالة “تسنيم”.

كما أُعدم في اليوم السابق مجيد مسيبي، المدان أيضاً بالتجسس لصالح إسرائيل. ونشر موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية أن الحكم نُفذ شنقاً بعد إدانته بنقل معلومات إلى الموساد في “ظروف حساسة أمنياً”.

خلفية التصعيد الأمني

تأتي هذه الإجراءات بعد نحو عشرة أيام من الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية في 13 يونيو، في إطار حرب ظل متصاعدة بين البلدين. وقد اتهمت طهران تل أبيب باستخدام خلايا داخلية لتخريب منشآت حيوية وزعزعة الاستقرار، بينما ردت بموجة اعتقالات مكثفة، وباتت تسعى لتفكيك أي نشاط استخباراتي أو تحريضي داخل حدودها.

وترى السلطات الإيرانية أن “الاختراق الإسرائيلي” لم يعد يقتصر على الجبهة الخارجية، بل أصبح يمتد إلى عمق الفضاء الإلكتروني والإعلامي، وهو ما يفسّر تصعيدها الأمني واللجوء المتكرر إلى أحكام الإعدام.

يشير هذا التصعيد الإيراني إلى مرحلة جديدة من المواجهة غير المباشرة بين طهران وتل أبيب، حيث أصبحت الحرب الاستخباراتية أكثر وضوحاً، والردود الإيرانية أكثر شراسة. كما تعكس الإعدامات والاعتقالات الأخيرة توجهاً صارماً من النظام الإيراني ضد أي اختراق إسرائيلي، خاصة في ظل ما تعتبره طهران “تواطؤاً دولياً” مع العمليات الإسرائيلية داخل أراضيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق