أخبار العالمالشرق الأوسط

أنقرة تندد باعتراض السفينة “مادلين” وتتهم إسرائيل بالإرهاب البحري وسط إدانات دولية متصاعدة

نددت تركيا بشدة بتدخل القوات الإسرائيلية لاعتراض سفينة “مادلين” التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة لتوصيل مساعدات إنسانية ضمن تحالف “أسطول الحرية”، معتبرة أن ما حدث يمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي” ويؤكد، بحسب بيان وزارة الخارجية التركية، أن “إسرائيل تتصرف كدولة إرهابية”.

واعتبرت أنقرة أن العملية العسكرية التي نفذتها إسرائيل ضد السفينة التي كان على متنها مواطن تركي وعدد من النشطاء الدوليين، وعلى رأسهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، تشكل تهديدًا مباشرا لحرية الملاحة والأمن البحري، مشيرة إلى أن “هذه الأفعال العدوانية لن تسكت الأصوات التي تنادي بالكرامة الإنسانية والدفاع عن القيم العالمية”.

وفي بيانها، وصفت الخارجية التركية التصرفات الإسرائيلية بأنها “شنيعة وغير قانونية”، داعية المجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط على إسرائيل التي “تستخدم الجوع كسلاح ضد المدنيين وتمنع وصول المساعدات إلى غزة”.

ويأتي الهجوم على السفينة “مادلين” في سياق تصعيد إسرائيلي متواصل ضد أي محاولات لكسر الحصار المفروض على القطاع، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنه أمر الجيش بمنع السفينة من الوصول إلى غزة، واصفًا الرحلة بأنها استفزاز سياسي يهدف لتقويض الحصار الأمني.

وكان تحالف “أسطول الحرية”، الذي نظّم الرحلة، قد أكد أن السفينة أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي الأسبوع الماضي، في إطار “تحرك سلمي مباشر” لمواجهة الحصار الذي يصفه بـ”غير القانوني”، مشيرًا إلى أن على متنها مساعدات إنسانية و12 ناشطًا بارزًا من مختلف الجنسيات، بينهم البرلمانية الفرنسية من أصل فلسطيني ريما حسن، والناشط البرازيلي تياغو أفيلا.

وقد رافقت الرحلة تغطية إعلامية دولية واسعة، خصوصًا بعد تصريحات غريتا ثونبرغ التي شددت فيها على أن “التوقف عن المحاولة يعني فقدان إنسانيتنا”، مؤكدة أن صمت العالم أمام ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية” في غزة أمر لا يمكن القبول به.

وسبق هذه المحاولة فشل بعثة مماثلة إثر استهداف سفينة أخرى بطائرات مسيّرة في البحر المتوسط، في حين أظهرت تسجيلات نشرها الجيش الإسرائيلي اعتراض السفينة “مادلين”، وسط انتقادات حادة لسياسة الحصار، واتهامات متكررة لإسرائيل من منظمات حقوقية دولية بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني في غزة.

ويشير توقيت التدخل الإسرائيلي إلى رغبة تل أبيب في كبح موجة متصاعدة من التضامن الشعبي العالمي مع غزة، في وقت يشتد فيه الضغط الدولي لمحاسبة إسرائيل على خلفية استمرار الحرب، وعرقلة إدخال المساعدات للمدنيين المحاصرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق