الجيش الروسي يتقدم داخل سومي ويُحكم سيطرته على قرى حدودية لإنشاء منطقة عازلة

قسم الأخبار الدولية 27/05/2025
وسّعت القوات الروسية من نطاق عملياتها البرية في شمال شرقي أوكرانيا، حيث أعلن حاكم منطقة سومي، أوليه هريهوروف، أن الجيش الروسي سيطر على أربع قرى حدودية ضمن مسعى لإنشاء “منطقة عازلة” داخل الأراضي الأوكرانية. وأوضح هريهوروف، في منشور على فيسبوك، أن القرى التي باتت تحت السيطرة الروسية هي نوفينكي، باسيفكا، فيسيليفكا، وزورافكا، مشيراً إلى أنه تم إجلاء سكانها منذ مدة، وأن القوات الأوكرانية ما تزال تحافظ على تماسكها وتلحق “أضراراً دقيقة” بالقوات المهاجمة.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية ومدوّنون عسكريون موالون للكرملين، خلال الأيام الماضية، بأن القوات الروسية تُحرز تقدماً ملموساً في سومي، التي تتعرض لقصف جوي متواصل منذ أشهر. وأكدت تقارير رسمية سيطرة الجيش الروسي أيضاً على قريتي فولوديميريفكا وبيلوفوديف، حيث لا تزال المعارك محتدمة على محاور متعددة في الجبهة الشمالية.
تُعد منطقة سومي ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها الحدودي المباشر مع منطقة كورسك الروسية، التي سبق أن توغلت فيها وحدات أوكرانية في أغسطس الماضي، فيما تصر موسكو على أنها طردت تلك القوات، رغم تأكيد كييف استمرار نشاطها العملياتي هناك. ويبدو أن روسيا تحاول من خلال هذا التقدم في سومي تكرار سيناريو خاركيف الذي شهد توغلاً روسياً مماثلاً في مايو 2024.
من جهة أخرى، أسفر قصف روسي جديد على منطقة غرب القرى المستولى عليها عن مقتل شخص، وفق ما ذكرته خدمات الطوارئ الأوكرانية، بينما لا تزال المدينة الرئيسية في الإقليم، سومي، تعاني من تداعيات قصف صاروخي أودى بحياة 35 شخصاً الشهر الماضي.
وذكرت مدونة “ديب ستيت” الأوكرانية الشهيرة أن القوات الروسية نجحت للمرة الأولى في “تثبيت مواقع” على امتداد خط القرى الحدودية، في حين توسعت هجماتها نحو الشرق قرب بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف، وهو المحور الذي شهد تصعيداً واسعاً قبل عام تقريباً.
ويؤشر هذا التصعيد إلى تحول نوعي في استراتيجية موسكو بالاتجاه نحو تكريس نفوذ ميداني على الشريط الحدودي، ما قد يعزز أوراقها في أي مفاوضات مستقبلية ويزيد الضغط على القوات الأوكرانية التي تواجه تحديات على أكثر من جبهة.