أوجلان يدعو إلى اتفاق أخوي جديد ويصف حل الحزب بأنه “تحول كبير” في العلاقات التركية الكردية

قسم الأخبار الدولية 19/05/2025
أكد عبد الله أوجلان، الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني والمعتقل في سجن إيمرالي منذ عام 1999، أن إصلاح العلاقات بين الدولة التركية والأقلية الكردية يتطلب “تحولاً كبيراً”، وذلك في أول رسالة له بعد إعلان الحزب حل نفسه وتسليم السلاح في 12 مايو الجاري، في خطوة وصفت بأنها مفصلية في تاريخ الصراع المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.
وجاءت تصريحات أوجلان، البالغ من العمر 76 عاماً، خلال زيارة قامت بها النائبة الكردية برفين بولدان ومحاميه أوزغور إيرول، وهي أول زيارة منذ اتخاذ الحزب قراره التاريخي. وقال في رسالته إن “العلاقة التركية – الكردية أشبه بعلاقة إخوة متخاصمين لا يستطيعون العيش بدون بعضهم”، داعياً إلى “اتفاق جديد قائم على مفهوم الأخوة يزيل الألغام التي أفسدت تلك العلاقة”.
وكان “حزب العمال الكردستاني”، المصنف تنظيماً إرهابياً من قبل أنقرة وعدد من الدول الغربية، قد بدأ تمرده المسلح عام 1984 بهدف إقامة دولة كردية، وهو الصراع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل وشكّل أحد أعقد الملفات الأمنية والسياسية في البلاد.
وتأتي رسالة أوجلان في وقت بالغ الحساسية بعد وفاة السياسي الكردي سري ثريا أوندر، نائب رئيس البرلمان وأحد أبرز مهندسي الحوار السابق بين الحزب والحكومة التركية، حيث عبّر أوجلان عن حزنه قائلاً: “كنت أتوق للتحدث معه مرة أخيرة… كان شخصاً حكيماً”.
وتراقب أنقرة عن كثب ما وصفته بـ”عملية نزع السلاح”، وسط مؤشرات على احتمال انفتاح سياسي تجاه الأكراد في المستقبل القريب، خاصة مع تغير المزاج الإقليمي والدولي وارتفاع الأصوات الداخلية المطالبة بحل سياسي دائم. وفي حين لا يُتوقع إطلاق سراح أوجلان لدواعٍ أمنية، إلا أن مصادر رسمية لم تستبعد إمكانية تخفيف ظروف اعتقاله.
ويرى مراقبون أن المرحلة المقبلة ستتوقف على ما إذا كانت الدولة التركية ستلتقط الإشارة وتفتح الباب أمام تسوية حقيقية، أم ستكتفي بالمراقبة المشروطة لما تعتبره “تطوراً داخلياً في بنية الحزب”.