أخبار العالمأوروبا

ماكرون يلوّح بخيار نووي في أوروبا وسط تصاعد التهديدات ويضع شروطاً صارمة لأي انتشار خارج فرنسا

قسم الأخبار الدولية 14/05/2025

فتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الباب أمام احتمال نشر طائرات فرنسية مزوّدة بأسلحة نووية في دول أوروبية أخرى، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تغيّر معادلات الردع في القارة العجوز، وسط تصاعد التوترات مع روسيا واستمرار الحرب في أوكرانيا.

وفي مقابلة متلفزة مع قناة «TF1»، أعلن ماكرون أن باريس «مستعدة لفتح نقاش» بشأن هذا الخيار، موضحاً أن التفاصيل سيجري توضيحها “بشكل رسمي جداً” خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة. لكنه شدد على ثلاثة شروط أساسية: أولاً، ألا تتحمل فرنسا وحدها تكلفة أمن الدول الأخرى؛ وثانياً، ألا يؤثر النشر الخارجي على الاحتياجات الدفاعية الوطنية؛ وثالثاً، أن يبقى القرار النهائي بيد الرئيس الفرنسي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأكد ماكرون أن النقاش لا يعني تغييراً في العقيدة النووية الفرنسية، التي لطالما ارتكزت على الغموض الاستراتيجي منذ عهد الجنرال شارل ديغول، وأشار إلى أن مفهوم “المصالح الحيوية” الذي تقوم عليه العقيدة يراعي الأبعاد الأوروبية، لكنه لا يُفصَّل علناً كجزء من منطق الردع.

ويأتي هذا التطور في ظل أجواء أمنية متوترة في أوروبا بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب الروسية في أوكرانيا، ومخاوف متزايدة من امتداد التهديدات إلى دول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما يعكس طرح ماكرون رغبة فرنسية في توسيع تأثيرها الدفاعي ضمن القارة الأوروبية، خصوصاً في ظل الحديث المتكرر عن غياب ضمانات طويلة الأمد من الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن فرنسا، بخلاف بريطانيا، لا تشارك قدراتها النووية ضمن البنية العسكرية لحلف الناتو، وتُعدّ سياستها النووية «سيادة وطنية خالصة»، ما يجعل أي انفتاح في هذا الملف ذا دلالة استراتيجية عميقة، خاصة إذا ترافقت مع دعوات أوروبية متنامية لتقاسم أعباء الردع النووي في وجه التهديدات الروسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق