إسطنبول على موعد مع مفاوضات حاسمة بشأن أوكرانيا وسط ضغوط روسية وترقب أوكراني

قسم الأخبار الدولية 13/0/2025
تصدر ملف الصراع الروسي – الأوكراني جدول أعمال الاجتماع المزمع عقده في مدينة إسطنبول، مع اقتراب موعد المفاوضات في 15 مايو، وسط تصريحات روسية تؤكد تمسك موسكو بـ”الوقائع الجديدة” على الأرض، وترقب أوكراني مشروط بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو تعتبر ضمان تسوية “موثوقة ومستدامة” للنزاع في أوكرانيا أولوية في اجتماع إسطنبول، مشترطاً الاعتراف بانضمام “المناطق الجديدة” إلى روسيا كأرضية لأي اتفاق. ويشير هذا التصريح إلى أن موسكو ماضية في تثبيت المكاسب الجغرافية التي حققتها منذ بدء الحرب في فبراير 2022، رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بضم تلك المناطق.
وأكد الكرملين أنه يواصل الاستعدادات لعقد الاجتماع، لكنه أبدى تشككاً في نوايا الأطراف الأوروبية، متهماً إياها بتبني نهج يؤجج النزاع عبر دعم كييف بلا شروط، على عكس ما وصفه بـ”مواقف أكثر توازناً” من قبل واشنطن، بحسب روايته.
في المقابل، صرّح مسؤول في مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الأخير لن يحضر الاجتماع إلا إذا شارك فيه نظيره الروسي بوتين، في خطوة بدت تحدياً مباشراً للكرملين لاختبار جديته في الانخراط بعملية سلام حقيقية، في وقت تتمسك فيه كييف بشروط واضحة لبدء أي مفاوضات، على رأسها الانسحاب الروسي من الأراضي المحتلة.
وفي موازاة ذلك، دخلت تركيا على خط الوساطة مجدداً، إذ دعا الرئيس رجب طيب إردوغان، خلال لقائه الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي مارك روته، إلى ضرورة حفاظ الحلف على “حياده” في النزاع، مشدداً على أن أنقرة لا تزال تدعم وقفاً لإطلاق النار وتحرص على إبقاء قنوات التفاوض مفتوحة.
يأتي هذا التطور بعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب، في ظل تصاعد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج سياسي، وتراجع الدعم الغربي النسبي لأوكرانيا على وقع التحولات الانتخابية والتوازنات الدولية الجديدة. ومع ذلك، لا تزال الفجوة بين الشروط الروسية والأوكرانية عميقة، ما يجعل من اجتماع إسطنبول اختباراً فعلياً لجدية الأطراف، لا سيما في ظل غياب مؤشرات واضحة حول إمكانية عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي.