المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين وواشنطن في جنيف وأُحيط مكان اللقاء بسرية تامّة

قسم الاخبار الدولية 10-05-2025
بُعيد فرض الرئيس الأميركي رسوماً جمركية عالية طالت أكثر من 57 دولة وادّت إلى حرب تجارية… مسؤولون رفيعو المستوى أميركيون وصينيون يعقدون محادثات اليوم وغداً في جنيف بهدف تهدئة الحرب التجارية.
بدأ مسؤولون اقتصاديون صينيون وأميركيون كبار محادثات في جنيف بسويسرا، اليوم السبت 10 مايو 2025، في محاولة لتهدئة الأوضاع في ظل الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي بدأت ترمي بثقلها على أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت قناة “سي سي تي في” الصينية، اليوم، بدأت المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة في جنيف في سويسرا. وأُحيط مكان اللقاء بسرية تامّة.
وتُعقد المفاوضات التي تعدّ الأولى من نوعها بين البلدين منذ فرض ترامب رسوماً جمركية واسعة النطاق، السبت والأحد في المدينة السويسرية الواقعة على بحيرة ليمان، بين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ.
ومن المتوقع أن تناقش فرق التفاوض المجتمعة في جنيف تخفيضاتٍ في التعريفات الجمركية الأوسع، وفق ما ذكر مصدران مطلعان على الخطط لـ”رويترز”.
ترامب استبق المفاوضات باقتراح تخفيض التعريفات الجمركية
وأمس الجمعة، أبدى ترامب نيّته خفض التصعيد، باقتراحه خفض الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية، من 145 في المئة إلى 80 في المئة.
وقال وزير التجارة هاوورد لوتنيك لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية، إنّ “الرئيس يرغب في حل المشكلة مع الصين. وكما قال، فهو يرغب في تهدئة الوضع”.
ومع ذلك، لا تزال هذه الإيماءة رمزية، لأنّ الرسوم الجمركية لا تزال مرتفعة للغاية على معظم الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
سعت بكين إلى استقطاب الشركات العالمية وتحسين فرص وصولها إلى السوق الصينية
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، استخدم ترامب الرسوم الجمركية كأداة سياسية. وفرض رسوماً وصلت إلى 145% على السلع القادمة من الصين، إضافةً إلى الرسوم المفروضة في الأساس.
وردّت بكين، التي تعهّدت محاربة الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب “حتى النهاية”، من خلال فرض رسوم بنسبة 125% على المنتجات الأميركية.
ونتيجة لذلك، توقفت التجارة الثنائية عملياً كما شهدت الأسواق اضطرابات قوية.
وعشية المحادثات، قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو أيويالا، إنّ المفاوضات المقرّر عقدها في جنيف تشكّل “خطوة إيجابية وبنّاءة نحو خفض التصعيد”.
من جانبه، اعتبر وزير اقتصاد الدولة المستضيفة غاي بارميلان، أنّ “تحدّث الطرفين مع بعضهما البعض يعدّ نجاحاً بحد ذاته”.
محادثات بهدف خفض التصعيد
ووفق ما أعلنت بيانات الصادرات الصينية، يبدو أنّ نائب رئيس الحكومة الصينية وصل إلى طاولة المفاوضات حاملاً ورقة رابحة. فقد أعلنت بكين أمس الجمعة ارتفاع صادراتها بنسبة 8,1% في أبريل، وهو رقم أعلى بأربع مرات من توقعات المحللين، وذلك بينما تراجعت صادراتها إلى الولايات المتحدة بنحو 18%.
ولكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت حذرت من أنّ الرئيس دونالد ترامب “لن يخفض الرسوم الجمركية على الصين من جانب واحد. يجب أن نرى تنازلات من قبلهم أيضاً”.
من جانبه، قال وزير التجارة الأميركي هاوورد لوتنيك عبر شبكة “سي ان بي سي”، “أعتقد أن هذه هي النتيجة التي أمل الرئيس في الحصول عليها، عالم خال من التصعيد حيث نبدأ من جديد بالتجارة مع بعضنا البعض، وحيث نعمل معاً على اتفاق كبير”.
ووفق ما صرّحت بوني غلايزر التي تدير برنامج المحيطَين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني، – مركز أبحاث مقرّه واشنطن -، لوكالة “فرانس برس”، فإنّ “النتيجة المحتملة للمحادثات في سويسرا قد تكون الاتفاق على تعليق معظم – إن لم يكن كل – الرسوم الجمركية المفروضة هذه السنة، طوال مدة المفاوضات الثنائية”.
وقبل يومين، كشفت الصين أنّ واشنطن هي من طلبت بدء محادثات تجارية معها.
وقالت واشنطن إنها “لن تخفض التعريفات الجمركية قبل بدء المفاوضات مع بكين،” وألمحت إلى أنّ المفاوضات لم تكن من “مبادرة” الولايات المتحدة.