موسكو تربط الماضي بالحاضر في احتفال “عيد النصر” وتوسّع حضور الحلفاء في مشهد عسكري يعكس رسائل استراتيجية

قسم الأخبار الدولية 09/05/2025
احتفلت روسيا، الجمعة، بالذكرى الـ80 للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية بعرض عسكري مهيب في الساحة الحمراء بموسكو، وسط إجراءات أمنية مشددة خشية هجمات أوكرانية محتملة، وبتوسيع لافت لمشاركة وحدات عسكرية من دول حليفة، في مشهد حمل رسائل رمزية وعسكرية متعددة الاتجاهات.
ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العرض الذي وصفه بالمناسبة “المقدسة”، مؤطّراً فيه الحرب الدائرة في أوكرانيا ضمن إطار “المعركة التاريخية المتواصلة ضد النازية”، وأكّد أن روسيا “ستظل سداً منيعاً” في وجهها، رابطاً بين ما يسميه “العملية العسكرية الخاصة” الحالية وتضحيات الجنود السوفيات إبان الحرب العالمية الثانية. كما دعا إلى الوقوف دقيقة صمت تكريماً لضحايا تلك الحرب، وتعهّد بالتصدي لمحاولات “تزوير التاريخ”.
ووقف إلى جانبه الرئيس الصيني شي جينبينغ وممثلون عن أكثر من 20 دولة، من بينها الصين وكوريا الشمالية ودول آسيا الوسطى وصربيا وسلوفاكيا والبوسنة. وسجّل الحدث للمرة الأولى في تاريخ المناسبة مشاركة وحدات عسكرية من 13 دولة، منها أذربيجان، ومصر، وميانمار، ولاوس، ومنغوليا، وفيتنام، إلى جانب قوات من الحرس الوطني لدول آسيا الوسطى. كما مثّلت وحدة من الشرطة العسكرية المصرية الحضور العربي النادر في هذا النوع من الفعاليات العسكرية الروسية.
وشهد العرض مشاركة مكثفة للقوات الروسية، بما في ذلك قوات الإنزال الجوي، ووحدات مسيّرة من “الفوج السابع”، ومعدات قتالية من أبرزها دبابات “تي-72″ و”تي-34” التاريخية، وأنظمة “إسكندر إم” و”يارس” الصاروخية، ما عكس مزيجاً بين رمزية الماضي وقوة الحاضر. واختتم العرض بعروض جوية بهلوانية رسمت ألوان العلم الروسي في سماء موسكو.
وتعمّد بوتين الإشارة مرتين إلى “بطولة الشعب الصيني” خلال الحرب العالمية الثانية، في سابقة تؤشر إلى تصعيد في التنسيق الرمزي والاستراتيجي مع بكين، في ظل تنامي التحالف بين الدولتين بمواجهة الضغوط الغربية.
ويأتي الاحتفال في سياق تصعيد سياسي وعسكري تشهده علاقات روسيا مع الغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا، حيث تستخدم موسكو هذا النوع من المناسبات لتأكيد استمرارية خطابها بشأن “الخطر النازي” ومحورية دورها العالمي.