روسيا تمهد لتحالف أمني مع «طالبان» لمواجهة تهديد «داعش خراسان» بعد رفعها من قائمة الإرهاب

قسم الأخبار الدولية 02/05/2025
فتحت موسكو الباب على مصراعيه أمام تحول استراتيجي في علاقتها مع حركة «طالبان» بعدما أعلنت استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدة الأمنية للحركة، وذلك بعد مرور أقل من شهر على قرار المحكمة العليا في روسيا بشطب الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية. هذا التحول يأتي في سياق سعي الكرملين إلى إقامة «شراكة كاملة» مع سلطات أفغانستان الحالية في مواجهة ما تصفه روسيا بـ«العدو المشترك» المتمثل في تنظيم «داعش – ولاية خراسان».
وأكد زامير كابولوف، المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى أفغانستان، في تصريحات لوكالة «نوفوستي» أن بلاده تنظر إلى «طالبان» كشريك رئيسي في الحرب على الإرهاب، مشيداً بجهود الحركة في مكافحة التنظيمات المتشددة، وعلى رأسها جناح «داعش» في أفغانستان. وأشار إلى أن رفع الحظر القانوني عن الحركة أزال آخر العقبات أمام بناء تعاون أمني مؤسسي بين موسكو وكابل.
هذا القرار، الذي صادقت عليه المحكمة العليا الروسية في جلسة مغلقة يوم 17 أبريل 2025، جاء بعد مراجعة قانونية استندت إلى تعديل أُقر نهاية العام الماضي، يسمح بتعليق الحظر المفروض على منظمات كانت مصنفة إرهابية إذا ثبت توقفها عن دعم أو تنفيذ أعمال إرهابية ضد روسيا. وشارك ممثل عن «طالبان» في الجلسة، حيث قدّم محامي الحركة دفاعاً عن موقفها أمام ممثلي الادعاء العام ووزارة العدل.
التحول الروسي لم يكن مفاجئاً تماماً، إذ سبق لموسكو أن استقبلت وفوداً من «طالبان» مرات عدة خلال السنوات الأخيرة، رغم تصنيفها السابق على قوائم الإرهاب، ما يعكس نهجاً براغماتياً في سياستها الخارجية بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وتُرجح مصادر أمنية روسية أن هذا التقارب ينبع من قناعة متزايدة بضرورة التصدي لامتدادات تنظيم «داعش خراسان» الذي تتهمه موسكو بتدبير سلسلة هجمات دامية، أبرزها الهجوم على مركز «كروكوس» في مارس 2024، والذي أسفر عن مقتل نحو 150 شخصاً.
وبحسب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فإن التحقيقات أكدت ضلوع «داعش خراسان» في الهجوم، وتحديداً عبر تجنيد العناصر المنفذة داخل الجالية الطاجيكية، مستغلاً الفضاء الإلكتروني انطلاقاً من داخل الأراضي الأفغانية.
في ضوء هذه التطورات، تبرز «طالبان» حالياً بوصفها شريكاً أمنياً محتملاً لروسيا في آسيا الوسطى، ضمن سياسة روسية جديدة تهدف إلى إعادة ضبط تحالفاتها الإقليمية استناداً إلى الأولويات الأمنية والتهديدات العابرة للحدود. هل ترغب في تقرير موازٍ عن تداعيات هذا التقارب على علاقة روسيا بالغرب أو بدول آسيا الوسطى؟