الهند وباكستان على حافة التصعيد: تبادل طرد الدبلوماسيين وإلغاء التأشيرات وإغلاق شامل للحدود

قسم الأخبار الدولية 24/04/2025
تفاقمت التوترات بين الهند وباكستان بشكل خطير، الخميس، بعد تبادل اتهامات بدعم الإرهاب وتصاعد الاستياء السياسي والأمني، ما دفع البلدين الجارين إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية صارمة تهدد استقرار جنوب آسيا وتعيد للأذهان أزمات سابقة كادت تؤدي إلى صدام مباشر.
أعلنت الحكومة الباكستانية، عقب اجتماع طارئ للجنة الأمن القومي دعا إليه رئيس الوزراء شهباز شريف، طرد المستشارين العسكريين البحري والجوي في المفوضية الهندية بإسلام آباد، معتبرة إياهم “أشخاصاً غير مرغوب فيهم”، وطالبتهم بمغادرة البلاد فوراً. كما قررت إلغاء جميع التأشيرات الممنوحة للمواطنين الهنود، مع استثناء محدود للحجاج السيخ، ووقف حركة التجارة البرية والجوية مع الهند، وإغلاق الحدود والمجال الجوي أمام شركات الطيران الهندية.
من جانبها، ردّت نيودلهي بإجراءات مماثلة، إذ أعلنت وزارة خارجيتها إلغاء جميع التأشيرات الممنوحة للباكستانيين، وذلك عقب هجوم دموي وقع في الشطر الهندي من كشمير، أسفر عن مقتل 26 شخصاً، معظمهم من السائحين المحليين. واتهمت السلطات الهندية باكستان بدعم جماعات مسلحة مسؤولة عن الحادث.
وتزامنت هذه التحركات مع مظاهرات غاضبة قرب المفوضية الباكستانية في العاصمة الهندية، مما يعكس تصاعد التوتر الشعبي إلى جانب الخلاف الدبلوماسي الرسمي.
تاريخياً، شهدت العلاقات بين البلدين فصولاً متكررة من التوتر على خلفية النزاع في كشمير، حيث خاضتا ثلاث حروب منذ الاستقلال عام 1947. لكن التطورات الأخيرة تشير إلى مرحلة جديدة من القطيعة شبه التامة، وسط غياب وساطات دولية فعّالة حتى الآن.
المجتمع الدولي أعرب عن قلقه حيال الانزلاق نحو مواجهة قد تهدد أمن المنطقة، فيما تتجه الأنظار إلى موقف القوى الكبرى وخاصة الصين والولايات المتحدة، ومدى إمكانية تدخلهما لنزع فتيل الأزمة قبل أن تتجاوز أطر التصعيد السياسي والدبلوماسي.