بوتين يوافق على مناقشة مقترح زيلينسكي بوقف استهداف المنشآت المدنية وسط تعقيدات ميدانية وسياسية

قسم الأخبار الدولية 22/04/2025
أعلن الكرملين، اليوم الثلاثاء، استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة المقترح الذي قدمه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن وقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية المدنية في كل من روسيا وأوكرانيا، في تطور يُعد الأول من نوعه منذ أشهر ضمن التصريحات الرسمية الروسية حول التهدئة.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الملف “معقد للغاية” لكنه قابل للنقاش، مشيراً إلى أن الكرملين لم يتلق حتى الآن خطة ملموسة لعقد مفاوضات مباشرة مع كييف. وأضاف بيسكوف أن الرئيس بوتين تناول هذه المسألة خلال إجاباته على أسئلة الصحفيين أمس، موضحاً أن بعض المنشآت المدنية يمكن اعتبارها أهدافاً عسكرية “إذا تواجد فيها مقاتلون أو تم استخدامها لأغراض عسكرية”، ما يبرز إصرار موسكو على تعريف مرن للمنشآت المدنية في خضم الحرب.
جاءت تصريحات بيسكوف تعليقاً على ما أدلى به الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمس، حيث أبدى استعداد بلاده للحوار من أجل وقف الهجمات على الأهداف المدنية، معرباً عن أمله في رد واضح من الجانب الروسي. وقال زيلينسكي: “أوكرانيا تقترح بوضوح عدم استهداف البنية التحتية المدنية، ونحن مستعدون لأي نقاش يؤدي إلى ذلك”.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتعرض فيه الطرفان لضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب، خاصة بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بوقف الدعم الأميركي في حال عدم إحراز تقدم سياسي ملموس.
وكانت روسيا قد أعلنت وقفاً جزئياً لإطلاق النار بمناسبة عيد القيامة استمر لمدة 30 ساعة فقط، إلا أن كلا الطرفين تبادلا الاتهامات بخرقه عدة مرات. وكان اتفاق سابق توسطت فيه واشنطن لوقف استهداف منشآت الطاقة مثل مصافي النفط وشبكات الكهرباء قد فشل أيضاً في الصمود.
وفي هذا السياق، شدد بيسكوف على أن أي اتفاق محتمل “يحتاج إلى تدقيق بالغ وتحديد ما إذا كانت المنشأة المدنية تشكل تهديداً عسكرياً”، مؤكداً أن هذه التفاصيل يجب أن تكون محور أي نقاش جاد في المستقبل.
ورغم عدم وجود مؤشرات على اقتراب جولة مفاوضات جديدة، إلا أن تصريحات بوتين قد تعكس انفتاحاً تكتيكياً روسياً في ظل تحولات الحرب طويلة الأمد التي دخلت عامها الرابع، وسط تصعيد عسكري متبادل وضغط اقتصادي متزايد على طرفي النزاع.