سيول تمضي في تقليص اعتمادها على واشنطن وتطلق رابع قمر تجسسي لتعزيز مراقبة كوريا الشمالية

قسم الأخبار الدولية 21/04/2025
أعلنت كوريا الجنوبية عن إطلاق رابع قمر اصطناعي للاستطلاع العسكري، في خطوة متقدمة ضمن استراتيجيتها لتطوير قدرات استخباراتية مستقلة، وسط تصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية وتزايد الحاجة إلى مراقبة التحركات العسكرية لبيونغ يانغ على مدار الساعة.
وذكرت وزارة الدفاع في سيول أن القمر سيُرسل إلى مداره عبر صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» من قاعدة «كيب كانافيرال» في ولاية فلوريدا الأميركية، عند الساعة 8:48 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ويحمل القمر جهاز استشعار راداري من نوع «الفتحة الاصطناعية» (SAR)، ما يمنحه قدرة على التقاط صور دقيقة ليلاً ونهاراً وفي كل الظروف المناخية، ما يجعله أداة متقدمة للرصد الدقيق والمبكر لأي أنشطة عسكرية محتملة على الجانب الكوري الشمالي.
ويأتي هذا الإطلاق في سياق خطة طموحة أعلنتها كوريا الجنوبية لنشر خمسة أقمار تجسسية قبل نهاية عام 2025، بهدف تقليص اعتمادها على الأقمار الاصطناعية الأميركية في مجال الاستخبارات، وتوسيع استقلاليتها في مراقبة أمنها القومي.
وكانت سيول قد أطلقت أول أقمارها التجسسية في ديسمبر 2023، مزوداً بكاميرات كهروضوئية وأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء، تبعته بإطلاق قمرين مزودين بتقنيات SAR في العام الماضي. وتؤكد السلطات أن القمر الرابع سيشكل إضافة حاسمة في مراقبة علامات التهديدات والاستفزازات، سواء في البر أو في منشآت الأسلحة.
وأشارت وزارة الدفاع الكورية إلى أن القمر الخامس، والمزمع إطلاقه في وقت لاحق من العام الحالي، سيحمل أيضاً مستشعرات SAR متقدمة، ما يعني أنه مع إتمام نشر المنظومة الفضائية الكاملة، ستتمكن سيول من تغطية الأراضي الكورية الشمالية بصورة دورية كل ساعتين، ما يعزز قدراتها في الردع والاستباق والتحليل الفوري لأي تحركات عدائية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التهديدات الكورية الشمالية، لا سيما مع استمرار بيونغ يانغ في تجاربها الصاروخية، وتصعيد لهجتها العسكرية ضد سيول وواشنطن، مما يجعل الاستثمار في الأقمار الاصطناعية التجسسية جزءاً مركزياً من منظومة الدفاع الكوري الجنوبي في المرحلة المقبلة.