آسياأخبار العالمأمريكا

الرياض وواشنطن تمضيان نحو اتفاق تاريخي للتعاون في الطاقة النووية المدنية وسط تقارب استراتيجي متصاعد

اقتربت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاقية أولية للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، وفقاً لما أعلنه وزير الطاقة الأميركي كريس رايت خلال زيارته إلى الرياض، في خطوة يُنتظر أن تشكل تحولاً استراتيجياً في مسار الشراكة بين البلدين في قطاع الطاقة.

وأكد رايت، الذي يزور المنطقة استعداداً لزيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية والإمارات وقطر في مايو المقبل، أن الاتفاق المزمع سيركز على تطوير صناعة طاقة نووية تجارية داخل المملكة، مضيفاً أن تفاصيله ستُكشف خلال العام الجاري مع توقعات بـ«تطورات مهمة» في هذا السياق.

وجاء الإعلان عقب اجتماع جمع رايت بوزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، حيث شدد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق لتعزيز التحول نحو أنظمة طاقة أكثر كفاءة واستدامة، لا سيما في ظل التوجه العالمي نحو تقنيات الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتسعى السعودية، ضمن رؤية 2030، إلى تنويع مصادر الطاقة المحلية وخفض استهلاك النفط داخلياً، ما يجعل الطاقة النووية خياراً استراتيجياً لتوفير طاقة كهربائية مستقرة ونظيفة، ودعماً لمشروعات مستقبلية كمدينة “نيوم” ومبادرات الاقتصاد الدائري للكربون.

ويرى مراقبون أن أي اتفاق نووي بين الرياض وواشنطن سيخضع لتدقيق سياسي وتشريعي في الولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بحق تخصيب اليورانيوم، وهو بند تحرص السعودية على امتلاكه، فيما تحاول واشنطن ضمان التزام أي اتفاق بمعايير منع الانتشار النووي.

ويأتي هذا التقارب أيضاً في ظل التنافس الدولي على فرص الاستثمار في مشاريع الطاقة النووية السعودية، حيث كانت كوريا الجنوبية وفرنسا والصين من بين الدول التي أعربت عن اهتمامها بالمشاركة في تطوير البنية التحتية النووية في المملكة.

ويمثل هذا الاتفاق المحتمل منعطفاً مهماً في العلاقات الثنائية، ليس فقط في مجال الطاقة، بل أيضاً في تكريس دور الرياض كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في ملفات التكنولوجيا والاقتصاد والطاقة المستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق