أخبار العالمأوروبا

تعقيد التصميم وقلة العدد يضعفان أداء دبابات «ليوبارد 2» الألمانية في الحرب الأوكرانية وسط مخاوف من اختلال التوازن في دعم الناتو

واجهت دبابات «ليوبارد 2» الألمانية، التي وُصفت سابقاً بأنها من أفضل الدبابات القتالية في العالم، إخفاقات واضحة في ساحة المعركة الأوكرانية، وفقاً لتقييم داخلي لوزارة الدفاع الألمانية ورد في مذكرة سرية حصلت عليها عدة وسائل إعلام. التقرير المسرب سلّط الضوء على تحديات تشغيل وصيانة هذه الدبابات، مما أثار تساؤلات حول ملاءمتها للحرب الحديثة، لا سيما في ظل غياب الغطاء الجوي الكافي.

وكشفت المذكرة، التي تلخّص اجتماعاً بين الملحق العسكري الألماني في كييف ونحو 200 جندي ألماني، أن القوات الأوكرانية تجد صعوبة في تشغيل وصيانة «ليوبارد 2» بسبب تصميمها المعقد، واضطرارهم لإرسالها إلى ورش متخصصة في غرب أوكرانيا أو حتى إلى بولندا في حال تعرّضها لأي أضرار. هذا الواقع أدى، في بعض الحالات، إلى استخدام الدبابات كمدفعية ثابتة، في تناقض تام مع وظيفتها الأصلية في المعارك المتحركة.

ورغم أن برلين أرسلت 18 دبابة من هذا الطراز إلى كييف في عام 2023، بعد تردد طويل من المستشار الألماني آنذاك أولاف شولتس، فإن محللين مثل سيرغي سومليني، مدير مركز مبادرة الصمود الأوروبي، يؤكدون أن العدد القليل منها جعل كل عطل يُمثل خسارة كبيرة. وأضاف أن تصميمها يعتمد على افتراض توفر غطاء جوي، وهو ما تفتقر إليه أوكرانيا، مشيراً إلى أن النماذج الأقدم المصممة في ستينيات القرن الماضي، رغم ضعف دروعها، أظهرت فعالية أكبر لكونها أكثر بساطة وأقل عرضة للعطل في ساحة المعركة.

وتابعت المذكرة أن التطور في أساليب القتال، لا سيما استخدام الطائرات المسيّرة لضرب الدبابات، جعل أنظمة مثل «ليوبارد 2» هدفاً سهلاً. كما أشارت إلى مشكلات لوجستية تتعلق بنقص الذخيرة حتى في الأنظمة التي أثبتت فعاليتها، مثل الدفاعات الجوية.

من جهتها، دعت المتحدثة باسم حزب الخضر لشؤون الدفاع، سارة ناني، إلى ضرورة تعديل الاستراتيجية الدفاعية الألمانية، قائلة إن «الكمية الصغيرة من الأسلحة لم تعد كافية، ولا بد من اعتبار أن كل نظام معرّض للتعطل لفترات طويلة ويحتاج إلى صيانة مستمرة».

وفي ضوء هذا التقييم، يبدو أن مساهمة ألمانيا، وهي ثاني أكبر مزود للأسلحة لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، تواجه تحديات تستدعي مراجعة عميقة لمنظومة التسليح، خاصة إذا اختارت روسيا توسيع نطاق المواجهة واختبار جاهزية حلف الناتو بشكل مباشر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق