أخبار العالمأمريكا

واشنطن وطهران تتأهبان لجولة جديدة من المحادثات النووية في روما بوساطة عمانية وتبادل حذر للتطمينات

تجهّزت الولايات المتحدة وإيران لاستئناف محادثاتهما النووية غير المباشرة بجولة ثانية مرتقبة في العاصمة الإيطالية روما، وفق ما أفاد به موقع “أكسيوس” نقلاً عن مصدرين مطّلعين، في خطوة تشير إلى استمرار الجهود الدبلوماسية الهادئة لإعادة إحياء الاتفاق النووي أو التوصل إلى تفاهمات بديلة.

وكانت الخارجية الإيرانية قد أعلنت، عبر بيان نقلته قناة “العالم” الرسمية، أن الجولة القادمة من المفاوضات ستُعقد في إحدى العواصم الأوروبية بوساطة سلطنة عمان، التي احتفظت بدورها التقليدي كوسيط موثوق بين الجانبين. ولم يتضمّن البيان تفاصيل إضافية، غير أن متحدثًا باسم الخارجية الإيرانية أوضح أن مكان الجولة المقبلة قد يتغير، دون أن يؤثر ذلك على الدور العماني المستمر.

وفي السياق ذاته، صرّح إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، لوكالة “تسنيم”، بأن واشنطن أبدت خلال محادثات مسقط “جدية وعدم رغبة في الحرب”، مضيفاً أن الوفد الأميركي أبدى استعدادًا للاستثمار في إيران. لكنه أشار، في الوقت نفسه، إلى أن طهران لا تزال تتعامل بحذر ولا تثق في النوايا الأميركية، رغم أجواء التفاوض الإيجابية.

وجاءت هذه التصريحات بعد جولة أولى من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين عُقدت في سلطنة عمان يوم السبت، وانتهت باتفاق على استئناف الحوار خلال الأسبوع الجاري. وتتمحور المفاوضات حول إيجاد أرضية تفاهم بشأن البرنامج النووي الإيراني وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتعقيد المشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط.

ويرى مراقبون أن اختيار روما يعكس رغبة الأطراف في الإبقاء على وتيرة التفاوض بعيدًا عن الضغوط المباشرة، واستثمار الأجواء الأوروبية الأكثر اتزانًا لمواصلة جهود الوساطة، في وقت تسعى فيه إيران إلى تقليص العقوبات الاقتصادية عنها بينما تحاول الولايات المتحدة الحد من أنشطة إيران النووية التي تقدمت في غياب الاتفاق.

ويكتسب مسار المفاوضات أهمية خاصة في ضوء غياب أي إطار رسمي جامع بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، ما أدى إلى تآكل قيود البرنامج النووي الإيراني، وتوسيع طهران لعمليات التخصيب. وفي المقابل، تواصل إدارة بايدن البحث عن مسار دبلوماسي يجنب المنطقة مزيدًا من التصعيد، ويعيد ضبط البرنامج النووي ضمن حدود يمكن التحقق منها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق