الدوما الروسي يقر اتفاقية شراكة استراتيجية مع إيران تعزز التعاون العسكري والأمني لعشرين عامًا
قسم الأخبار الدولية 08/04/2025
أقر مجلس الدوما الروسي، اليوم الثلاثاء، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع إيران، في خطوة تعكس عمق التحالف بين موسكو وطهران في ظل التوترات الدولية المتصاعدة. وتمتد المعاهدة الجديدة على مدى عشرين عامًا، وتؤسس لإطار طويل الأمد من التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي بين البلدين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقّع الاتفاقية إلى جانب نظيره الإيراني مسعود بزشكيان في 17 يناير الثاني الماضي، مما شكّل إعلانًا رسميًا لمرحلة جديدة من العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، وخاصة في المجال العسكري.
تعاون عسكري لمواجهة التهديدات الأمنية
نصّت المعاهدة على التزام البلدين بإجراء مشاورات وتنسيق دائم لمواجهة التهديدات الأمنية والعسكرية المشتركة، كما تشمل إقامة تدريبات عسكرية مشتركة داخل حدود البلدين وخارجها، في تطور يعكس السعي إلى ترسيخ محور جيوسياسي يتحدى النفوذ الغربي في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
ويأتي هذا التقارب في سياق استمرار التعاون العسكري بين موسكو وطهران، والذي تصاعد منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث اتهمت الدول الغربية إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة استخدمت في العمليات العسكرية ضد أوكرانيا، في حين تستفيد إيران من التكنولوجيا العسكرية الروسية لتعزيز قدراتها الدفاعية.
خلفيات استراتيجية أوسع
تشير هذه الاتفاقية إلى رغبة الطرفين في توسيع الشراكة إلى مجالات متعددة تشمل الطاقة والتجارة والتكنولوجيا، في وقت يخضع فيه البلدان لعقوبات غربية مشددة. ومن المتوقع أن تُترجم هذه الشراكة إلى تعاون فعلي في مشاريع البنية التحتية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وتزامن تصديق مجلس الدوما مع تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصًا في الخليج والبحر الأحمر، حيث تسعى إيران إلى تعزيز تحالفاتها لمواجهة الضغوط الأميركية، في حين ترى روسيا في طهران شريكًا استراتيجيًا في مواجهة سياسة العزل الغربية.
خطوة تثير قلق الغرب
ويرى مراقبون أن إقرار الاتفاقية يمثل رسالة سياسية قوية من موسكو وطهران، في ظل محاولات الغرب احتواء النفوذ الروسي والإيراني في عدة مناطق. كما يُتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من التوتر في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة إذا تم تنفيذ الجانب العسكري من الاتفاقية على الأرض.
وتمثل المعاهدة نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، وتضع أساسًا لتحالف يمتد لعقود في وجه تحولات النظام الدولي والصراع على النفوذ في مناطق استراتيجية مثل القوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
