أخبار العالمإفريقيا

الميليشيات تتبادل الاتهامات وسط صمت حكومي وتحركات عسكرية تهدد بانفجار الوضع في طرابلس

اشتدت المخاوف في ليبيا من اندلاع حرب أهلية جديدة مع تصاعد التوترات بين فصائل مسلحة في غرب البلاد، في ظل صمت لافت من حكومة “الوحدة الوطنية” المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وعدم تدخلها لاحتواء الأزمة المتفاقمة. وجاء ذلك بالتزامن مع استمرار التحشيدات العسكرية من مدينة مصراتة نحو العاصمة طرابلس، ما اعتُبر مؤشرًا خطيرًا على اقتراب انفجار أمني وشيك قد يعيد البلاد إلى مربع العنف والانقسام المسلح.

تبادل للاتهامات وتحذيرات من “حرب عبثية

اتهمت “قوة حماية طرابلس” قادة ميليشيات موالية لحكومة الوحدة بتنظيم تحركات عسكرية وُصفت بـ”العدوانية”، بهدف زعزعة الاستقرار والسيطرة على العاصمة عبر ما وصفته بـ”حرب عبثية تخدم مصالح شخصية وأجندات فاسدة”. القوة الأمنية شددت على أنها سترد “برد عنيف وغير مسبوق” على أي محاولة للتقدم العسكري نحو المدينة، محمّلة حكومة الدبيبة “المسؤولية الكاملة” عن أي تصعيد محتمل.

انقسام داخل مصراتة وتحذير من “طعنة في الظهر

في المقابل، خرج قادة “كتائب وسرايا الثوار” في مدينة مصراتة بموقف حاد ضد التحركات التي تقوم بها “القوة المشتركة” التابعة لمدينتهم، مؤكدين رفضهم “القاطع” لهذه العمليات، واصفين إياها بأنها “طعنة في ظهر الوطن” و”محاولة لإشعال حرب لا تخدم إلا أعداء ليبيا”. وأكدوا أن هذه التحركات تجري دون توافق وطني وتستهدف تقويض أي فرصة للاستقرار.

صمت حكومي يفاقم الأزمة

في ظل هذا التصعيد الميداني، تواصل حكومة الوحدة الوطنية التزام الصمت وعدم إصدار موقف رسمي واضح، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على السيطرة على الوضع، خاصة أن الميليشيات المتورطة في التحركات محسوبة على أجنحة داخلها. واعتبر مراقبون أن غياب الدور الحكومي في التهدئة أو الرد على الاتهامات يزيد من تعقيد المشهد، ويعزز الشكوك حول تفكك سلطة القرار في غرب البلاد.

عودة شبح الحرب الأهلية في طرابلس

تصاعد التحركات العسكرية حول طرابلس يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الصراع المسلح التي عاشتها المدينة في السنوات الماضية، خصوصًا خلال المواجهات الدامية في 2019 و2020. ويخشى كثيرون من أن يؤدي اندلاع مواجهة جديدة بين ميليشيات العاصمة وقوات من مصراتة إلى انهيار توازن هش تحقق بعد سنوات من التهدئة النسبية، ويفتح الباب أمام موجة نزوح ودمار جديد.

تحذيرات دولية مرتقبة وتخوف من الانفجار

ورغم غياب المواقف الدولية حتى الآن، من المتوقع أن تدعو بعثة الأمم المتحدة والجهات الغربية إلى التهدئة وتجنب الانزلاق نحو العنف، خاصة في ظل هشاشة المسار السياسي وتعثر التوافق على إجراء الانتخابات. إلا أن سرعة التصعيد وانتشاره قد تعيق أي جهود للوساطة، ما لم تتحرك الجهات المحلية والدولية بشكل عاجل لمنع انفجار الوضع في العاصمة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق