أخبار العالمالشرق الأوسط

تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وسط تبادل الاتهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار

شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصعيدًا جديدًا اليوم، بعدما حمّلت إسرائيل لبنان مسؤولية إطلاق قذيفتين صاروخيتين على منطقة الجليل، متوعدة برد قوي، بينما شن الجيش الإسرائيلي قصفًا مدفعيًا موسعًا استهدف عدة بلدات جنوب لبنان، في تطور ينذر بتفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.

إسرائيل تتوعد بالرد العنيف

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن بلاده لن تتهاون في الدفاع عن أمنها، مشددًا على أن “حكم كريات شمونة كحكم بيروت”، في إشارة إلى أن أي تهديد من جنوب لبنان سيُواجه برد مماثل في عمق الأراضي اللبنانية. وأضاف: “إذا لم يعم الهدوء في الجليل، فلن يكون هناك هدوء في بيروت”، متوعدًا بتوسيع العمليات العسكرية إذا استمر إطلاق القذائف.

إطلاق صواريخ وقصف مدفعي مكثف

أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض إحدى القذيفتين، بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية. وردًا على ذلك، شن الجيش قصفًا مدفعيًا استهدف مواقع في بلدات الخيام، كفركلا، الناقورة، وعيتا الشعب، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي. كما أفادت مصادر لبنانية باستخدام الجيش الإسرائيلي قذائف فوسفورية في بعض المناطق، مما أثار قلقًا دوليًا حول تصعيد المواجهات.

نفي حزب الله وارتدادات أمنية

من جانبه، نفى “حزب الله” أي علاقة له بإطلاق القذيفتين، مؤكدًا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار. وشدد في بيان رسمي على أنه لم يخرق الهدنة المبرمة في نوفمبر الماضي، والتي تنص على تفكيك البنى التحتية العسكرية في جنوب لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع الحدودية.

التوتر الأمني دفع السلطات اللبنانية إلى تعليق الدراسة في عدد من المدارس بجنوب البلاد، بينما امتنع الأهالي عن سلوك بعض الطرق خوفًا من القصف المستمر، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه المواجهات إلى انهيار اتفاق التهدئة الهشّ.

خرق للاتفاق واستمرار التوتر

على الرغم من الهدنة التي أنهت المواجهات العسكرية بين إسرائيل و”حزب الله” في العام الماضي، لا تزال الاتهامات المتبادلة بين الطرفين قائمة، إذ تؤكد إسرائيل أن الحزب يحتفظ بمواقع عسكرية في الجنوب اللبناني، بينما تتهم بيروت تل أبيب بانتهاك الاتفاق عبر شن غارات جوية والإبقاء على قواتها في بعض التلال الحدودية.

مع استمرار القصف والمواجهات، يبقى السؤال الأهم: هل يتحول هذا التصعيد إلى مواجهة واسعة، أم أن الوسطاء الدوليين سيتحركون سريعًا لاحتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق