الكرملين: هدف أوروبا ليس إلاّ إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا… ولا من خطة جاهزة للسلام

قسم الأخبار الدولية 03-03-2025
في تحليل دقيق للوضع الراهن، شدد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، على تعقيدات المفاوضات الدولية بشأن النزاع الأوكراني، مؤكداً أن التوترات الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض تظهر عوائق كبيرة أمام الوصول إلى تسوية سلمية فعّالة.
كما وصف بيسكوف تعامل زيلينسكي مع الموقف في البيت الأبيض بالافتقار إلى الكفاءة الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن مواصلة الدعم الغربي لكييف، إلى جانب موقفه المعارض لأي تسوية، لا يساهم في إيجاد حلول دائمة. وبذلك، تعتبر موسكو أن أي مسعى لحل النزاع يحتاج إلى تحولات جذرية من كييف لتكون التسوية ممكنة.
وأضاف بيسكوف أن موسكو لم تحدد بعد خطة سلام متماسكة، مؤكداً أن بعض الأفكار الأولية قد تظهر بين الحين والآخر، لكنها تفتقر إلى الأسس اللازمة لتشكيل مسار سياسي جاد. وأوضح بيسكوف أن أي اتفاق شامل لا يزال بعيد المنال، مشيرًا إلى أن رغبة كييف وحلفائها الغربيين في تقديم مصالح أوكرانيا على حساب روسيا تتناقض مع فكرة التسوية الدبلوماسية الجادة.
بالنسبة للكرملين، تظل موسكو ثابتة في دعمها للمفاوضات السلمية، ولكنها ترى أن العوامل الخارجية، خاصة الضغوط الأوروبية، تعوق جهود التوصل إلى حل شامل يراعي توازن القوى في المنطقة.
وتابع بيسكوف بالقول إن أوروبا، وفقًا للرؤية الروسية، ترغب في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا من خلال الضغط العسكري والاقتصادي، بهدف ضمان ميزة أوكرانيا في أي مفاوضات محتملة. هذا، بالإضافة إلى دعمها المتزايد لأوكرانيا، الذي لا يهدف إلى إنهاء الصراع بقدر ما يهدف إلى استمرار المعركة ضد موسكو. وفي هذا السياق، أشار بيسكوف إلى أن استمرار تدفق الدعم الأوروبي لأوكرانيا يفاقم الوضع، ويعزز من استمرار الأعمال القتالية، بدلاً من إحداث تغييرات في الواقع العسكري.
وفيما يتعلق بموقف كييف، اعتبر بيسكوف أن تصريحات زيلينسكي في البيت الأبيض، والتي أظهرت رفضًا لأي مقترحات للتسوية، أكدت صحة تقييم روسيا بأن فتح المجال لمفاوضات جدية مع كييف لا يزال محدودًا ما دام النظام الأوكراني متمسكًا بشروطه دون الاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة. وأضاف أن الغرب بدأ يشهد تغييرات في مواقفه حيال النزاع، حيث بدأت بعض الأصوات تشير إلى ضرورة وقف التصعيد والبحث عن حلول سلمية. إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة أن روسيا تعتبر الصراع جزءًا من “عملية عسكرية خاصة” تهدف إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية طويلة الأمد.
ويواصل الكرملين التأكيد على أن روسيا لا تسعى للحرب المستمرة بل تؤمن بأهمية التسوية، لكن في إطار معالجة الأسباب الجذرية للصراع، ما يعني في المقام الأول التوصل إلى حلول تضمن استقرار المنطقة وفقًا لاحتياجات ومصالح موسكو.