تصاعد العنف في باكستان: استهداف مدرسة دينية في هجوم دموي يعكس تعقيدات المشهد الأمني

قسم الأخبار الدولية 28/02/2025
اهتزت منطقة أكورا خاتاك في إقليم خيبر بختونخوا الباكستاني، الجمعة، على وقع انفجار عنيف استهدف مدرسة دينية ذات نفوذ كبير، مما أسفر عن مقتل ستة مصلين وإصابة العشرات، بينهم رئيس الجامعة مولانا حامد الحق، الذي يرقد في حالة حرجة. وقع الهجوم داخل “جامع حقانية”، وهو أحد المعاهد الدينية الأكثر تأثيرًا في البلاد، حيث يُعرف بصلاته التاريخية بحركة طالبان الأفغانية، ويُلقب أحيانًا بـ”جامعة الجهاد” نظرًا لدوره في تخريج قيادات بارزة في الحركة.
رسائل معقدة في توقيت حساس
لم تتبنَّ أي جهة مسؤولية التفجير حتى الآن، لكن الهجوم يحمل في طياته إشارات خطيرة بشأن التوازنات الداخلية في المشهد الباكستاني، خصوصًا أنه يأتي قبيل حلول شهر رمضان، وهي فترة غالبًا ما تشهد تصاعدًا في الهجمات المسلحة. يعكس الاستهداف المباشر لمجمع ديني بحجم “حقانية” تحولات في طبيعة العنف الذي يضرب البلاد، حيث لم يعد يقتصر على المواجهات التقليدية بين قوات الأمن والجماعات المسلحة، بل بات يمتد إلى ساحات كانت تعتبر سابقًا مناطق نفوذ محصنة لهذه الجماعات.
تداخل الأزمات: عنف متعدد الجبهات
تواجه باكستان في الوقت الراهن تهديدات متزايدة من جبهتين رئيسيتين:
- جماعات إسلامية متشددة، أبرزها حركة طالبان الباكستانية (TTP)، التي كثفت هجماتها ضد الجيش والشرطة بعد انهيار وقف إطلاق النار مع الحكومة العام الماضي.
- حركات انفصالية في إقليم بلوشستان، والتي تنفذ عمليات ضد الدولة احتجاجًا على ما تعتبره استغلالًا لموارد الإقليم دون تحقيق تنمية متوازنة.
إلى جانب هذه التحديات، فإن استهداف مدرسة ذات صلة تاريخية بـ”طالبان” يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الهجوم نتيجة صراع داخلي بين الفصائل الجهادية، أو جزءًا من حملة أوسع ضد البيئات التي أنتجت الحركات المسلحة في المنطقة.
انعكاسات أمنية واستراتيجية
تزامن هذا التفجير مع تصاعد الهجمات في مختلف أنحاء باكستان، بما في ذلك العمليات التي تستهدف المنشآت العسكرية والقوات الأمنية، مما يضع الحكومة في اختبار أمني عسير. كما أن هذا الحدث قد يزيد من تعقيد العلاقة بين باكستان وحركة طالبان الأفغانية، التي تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية بسبب دعمها لجماعات متشددة على أراضيها.
يؤشر هذا التفجير إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، حيث لم يعد العنف يستهدف فقط الدولة ومؤسساتها، بل يمتد إلى البنى التحتية الفكرية للحركات المتشددة، مما يهدد بإعادة رسم خريطة الصراع في باكستان بطرق غير مسبوقة.