النسخة الرابعة لمنتدى الإعلام السعودي 2025: “الإعلام في عالم يتشكل”

إعداد الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية 25 -02-2025
منتدى إعلامي ناجح بمستوى تطلعات المملكة العربية السعودية
يوم 19 فبراير 2025 شهدت العاصمة السعودية الرياض زخما كبيرا وعدد ضخما من الضيوف من كل انحاء العالم، فالاجتماع كان عالمي بمستوى حجم المملكة العربية السعودية، فقد شهد حضورا واسعا من أصحاب شركات الإعلام، ومن الإعلاميين والصحفيين، ومشاركة واسعة من المؤثرين العالميين، وقادة الفكر، والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
كان الرهان كبيرا جدا بالنسبة للمملكة العربية السعودية وخاصة للنسخة الرابعة من المنتدى، والتحديات كبيرة بالنسبة للجنة التنظيم وكان النجاح حليف هذه النسخة على جميع المستويات، فقد نجحت النسخة الرابعة على مستوى الشكل والمضمون.
المملكة العربية السعودية ترفع شعار “الإعلام في عالم يتشكل”
انطلقت في مدينة الرياض عاصمة الإعلام العربي، فعاليات النسخة الرابعة للمنتدى السعودي للإعلام فبراير 2025، بمشاركة نخبة من رواد الإعلام وصناع التأثير من مختلف أنحاء العالم، تحت شعار “الإعلام في عالم يتشكل”. ويعد المنتدى، منصة عالمية لمناقشة مستقبل الصناعة الإعلامية، واستشراف التحولات التي يشهدها القطاع في ظل التطورات التقنية المتسارعة.
وتم خلال المنتدى الكشف عن عدد من أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية والإنجازات التطبيقية لمجموعة عالمية للإعلام وخاصة كان حضور الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام وصناعة المحتوى والأخبار والصحافة المرئية والمسموعة والبحوث والدراسات العلمية والسينما الوثائقية قد أبهر الجميع.
ومن أبرز الفاعليات المصاحبة للمنتدى كان “معرض مستقبل الإعلام” وقد استقطب أكثر من 250 شركة محلية وعالمية وإقليمية لعرض أحدث التقنيات والحلول في صناعة الإعلام والإنتاج والبث الرقمي.
ورش عمل علمية ومناقشات علمية لمواضيع إعلامية وفكرية
واحتضنت قاعات ومنصات المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الرابعة ورش عمل لمناقشة الإستثمار في الإعلام والاتجاهات الحديثة لمستقبل الصناعة الإعلامية.
كما تفاعل زوار معرض مستقبل الإعلام مع المبادرات والتجارب التفاعلية، التي صممت لتكون محركات للإبداع، وجسورا تعبر بالإعلام والصناعة نحو آفاق جديدة من التمكين والتطوير.
كما كانت حلقات النقاش ومحاور الملتقى تصبّ في اتجاه مستقبل الإعلام وأهميته في توجيه الرأي العام ومستقبل العالم وكذلك استكشاف التحولات الكبرى في المشهد الإعلامي.
وزير الإعلام سلمان الدوسري: “لا ننظر إلى المستقبل بل نصنعه“
وكان افتتاح المنتدى يوم 19 فبراير من قبل وزير الإعلام السعودي، سلمان الدوسري، في العاصمة الرياض، النسخة الرابعة من المنتدى السعودي للإعلام 2025، بمشاركة واسعة من 200 متحدث من أبرز الإعلاميين والأكاديميين والخبراء والمتخصصين محليًا وعالميًا.
وكانت المحاور المطروحة تدل على رؤية استشرافية عميقة لمنظمي الملتقى وحرص كبير من المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمواكبة العصر بل وأكثر، فالمشروع كبير وواعد وهو المساهمة في صنع المستقبل، وهذا يدلّ على ذكاء كبير لأن من يكون من صنّاع المستقبل في العالم الحديث فقد ضمن استقرار بلده وضمن مستقبل الأجيال القادمة.
وقد شهد المنتدى حضورًا رفيع المستوى وخاصة حضور وزاري إلى جانب مسؤولين من جهات حكومية ومؤسسات أكاديمية وصنّاع القرار في مجال الإعلام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى المستثمرين في قطاع الإعلام.
ويهدف المنتدى إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تمكين المواهب الشابة الذين كان حضورهم لافتا، والمساهمة في تشكيل مستقبل الإعلام بمشاركة شبابية، وتكريم المؤسسات الإعلامية والصحافيين وصناع المحتوى المتميزين.
وكما سبق وأشرنا في بداية التقرير فقد شمل المنتدى العديد من الجلسات والحوارات التي تناقش موضوعات محورية بمشاركة شخصيات إعلامية وشخصيات فكرية وعلمية ومتخصصين من مختلف أنحاء العالم.
المحاور الستة للمنتدى
وقد شمل البرنامج العلمي مجموعة من ورش العمل والجلسات التفاعلية على خمسة مسارح ومنصات متنوعة وكانت أهم محاور النقاش كالتالي:
- التقنية وأثرها على مستقبل الإعلام،
- الفرص والتحديات في الاقتصاد الإعلامي،
- الابتكار في صناعة المحتوى،
- اتجاهات الإعلام العالمي،
- دور الإعلام في تعزيز الهوية الثقافية والمسؤولية الاجتماعية،
- الاستدامة في الإعلام.
رسالة المملكة العربية السعودية: “نبني الإنسان، نلهم العالم، ونصنع المستقبل”.
قال وزير الإعلام السعودي في كلمة الافتتاح “رسالة المملكة واضحة… نبني الإنسان، نلهم العالم، ونصنع المستقبل”.
وفي نفس الجلسة وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير الإعلام السعودي أن قطاع الإعلام السعودي سيخلق نحو 150 ألف وظيفة بحلول عام 2030، ليكون بيئة حاضنة للمواهب ومنصة لتعزيز الابتكار.
وأشار الوزير إلى أن المملكة استضافت في عام 2024 زيارات لـ24 زعيمًا عالميًا، وأقامت أكثر من 15 ألف فعالية حضرها أكثر من 42 مليون زائر، بما يعادل تنظيم فعاليتين كل ساعة على مدار العام.
وأوضح أن هذا النمو الملحوظ يعتمد على ستة محاور تحولية تشمل:
- زيادة معدلات الطلب،
- تطوير البنية التحتية،
- توفير التمويل،
- دعم المواهب،
- تبني التقنيات الحديثة،
- وإحداث تحول تنظيمي شامل.
كما أعلن الدوسري عن الشعار التي تتبناه المملكة العربية السعودية “لا ننظر إلى المستقبل بل نصنعه”
كما أعلن الوزير الدوسري عن أولويات المملكة العربية السعودية لسنة 2025 والتي تشمل:
- تطوير استراتيجية الإعلام غير الربحي والمسؤولية الاجتماعية والتطوع،
- إطلاق مؤتمر دولي لمستقبل الأخبار لتعزيز مكانة وكالة الأنباء السعودية (واس) عالميًا،
- رقمنة الأرشيف التاريخي،
- تنظيم قطاع الإعلانات الرقمية،
- إنشاء معمل للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في مجال الإعلام.
المملكة مختبرا عالميا للأفكار الكبرى
وأضاف وزير الإعلام أن المملكة أصبحت مختبرًا عالميًا للأفكار الكبرى، حيث يجتمع الإعلام الذكي مع الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتقنيات الواقع المختلط والافتراضي. ويشهد معرض مستقبل الإعلام “فومكس” هذا التحول، بمشاركة أكثر من 250 منظمة وشركة إعلامية وتقنية عالمية.
وختم الوزير كلمته بتأكيد أهمية الذكاء الاصطناعي في صناعة التأثير، مشددًا على أن المملكة تتطلع دائمًا نحو التقدم العلمي والريادة، وأنها أصبحت الوجهة الأبرز لإستضافة الفعاليات الكبرى على مستوى العالم.
حزمة مبادرات إعلامية
وأعلن وزير الإعلام السعودي عن إطلاق حزمة مبادرات إعلامية تشمل حزمة برامج لدعم حاضنات ومسرعات الأعمال الإعلامية بهدف تجويد البنية التحتية الإعلامية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عبر معسكر الإعلام الابتكاري “saudi mib” بالتعاون مع “سدايا”، كما شهد المنتدى توقيع اتفاقيات تمويل الشركات الناشئة في قطاع الإعلام بالتعاون مع برنامج كفالة.
وقال الوزير الدوسري: “كانت المصافحة الأولى في منتدى الإعلام السعودي السابق وعداً بتحول إعلامي يخطو نحو المستقبل، واليوم نحن هنا مجدداً، لنرسم عام التأثير، ونكتب معاً قصة إعلام سعودية تليق بحجم الرؤية الطموحة، وكذلك إعلام يليق بالحدث، ويؤثر في توجهات صناعة مستقبل جديد، تمتزج فيه البرمجة بالمحتوى، وتتحول فيه القصة إلى اقتصاد رقمي، وفق معادلات جديدة”.
الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود: صناعة التأثير تحتاج إلى صنّاع التغيير
وما جلب إنتباه الحضور الكبير هي الجلسة الحوارية الممتعة والمفيدة جدا للأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة السعودي، بعنوان “دهاليز الطاقة وصناعة القرار” حاوره خلالها سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي، وشخصيا قد استمتعت جدا واستفدت من مستوى الحوار العلمي الراقي.
وأكد وزير الطاقة السعودي أن صناعة التأثير تحتاج إلى صنّاع التغيير، عادّاً أنه “لولا وجود الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، صانع تغيير، لما كان لصنّاع التأثير أثر”.
وشدّد وزير الطاقة السعودي على أن بلاده أصبحت ترحِّب بالعالم، مؤكِّداً أنها تتمتع بـ”الثقة الذاتية” بما تفعله لنفسها وللعالم، وأشار إلى أن السعودية لم ترغب بأن تكون منطوية على تجربتها الجريئة “بل أردنا أن يكون لدينا دور عالمي نشاركه مع العالم”، وأضاف: “لن نكون بحالة سكون في الدفاع عن قناعاتنا”.
وأوضح أن هناك الكثير لتشاركه السعودية مع العالم على غرار “إكسبو 2030″، وكأس العالم 2034، والمناسبات الرياضية، وفتح المجال للتعامل مع البلاد سياحياً واستثماريّاً وتجاريّاً وغيرها، مشدّداً على أن ذلك يوفّر مادة كبيرة للمسؤول رغم وجود التحدّيات.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود أن مفهوم “صنّاع التغيير” بات مفهوماً شمولياً، وأن مَن يصنع التغيير هو المستفيد منه.
محمد فهد الحارثي: 11 مبادرة وتجربة تفاعلية صممت في المنتدى
ومن جانبه، قال محمد فهد الحارثي، رئيس المنتدى ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، إن أكثر من 11 مبادرة وتجربة تفاعلية، صُممت في أروقة المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام، لتكون محركات للإبداع، وجسوراً تعبر بالإعلام وصناعه نحو آفاق جديدة من التمكين والتطوير.
وأشار الحارثي في منشور عبر حسابه على منصة “إكس” بالتزامن مع انطلاق أعمال المنتدى، إلى أن تلك التجارب والمبادرات تهدف إلى دعم الشباب وصقل مهاراتهم الإعلامية، باعتبارهم نبض التغيير وأساس المستقبل، وإلى تطوير المنصات الإعلامية، لتحقق المنافسة والتأثير عالمياً إضافة إلى مواكبة تحولات الصناعة، إيماناً بأن التجديد سر بقاء الوسيلة الإعلامية، من خلال دعم المشاريع التنموية الكبرى، باعتبار الإعلام شريكاً وممكناً، والاحتفاء بإنجازات الشباب، وتعزيز روح التنافس، وتعزيز الصورة الوطنية عالمياً.
الخلاصة:
استمرت فعاليات المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الرابعة ليومي الخميس والجمعة، من خلال عدد من الجلسات النقاشية وورش العمل، من خلال 4 منصات رئيسية تضم:
- “مسرح أرامكو”،
- “حديث المنتدى”،
- “منصة الاستثمار”،
- “منصة الإلهام”.
بمشاركة عددٍ من المسؤولين والخبراء والمختصين، وصنّاع القرار في مجال الإعلام على الصُعد المحلية والإقليمية والدولية، وتناقش عدداً من المواضيع ذات العلاقة بالمجال.
كان المنتدى مفيد جدا على جميع الأصعدة والتنظيم يليق بطموحات المملكة العربية السعودية.
شكرا للمملكة العربية السعودية على الانفتاح، وشكرا للمملكة على هذا المنتدى الواعد الذي خلق منصات تعارف وانفتاح كبير بين إعلامي وخبراء ومفكرين العالم من أجل عالم تشاركي يؤمن بالإنفتاح، وعالم يتشارك في صنع القرار والمساهمة في عالم جديد بدأ يتشكل…
وبينت المملكة العربية السعودية في هذه النسخة الرابعة إيمانها بقدرات شبابها نساء ورجالا، وهي اليوم تفتح أبوابها للفكر والعلم والذكاء البشري والإصطناعي، وتساهم في صنع القرار الإقليمي والعالمي… طموح مشروع وقدرة كبير وطاقات متميزة… ننتظر السنة القادمة نسخة جديدة ومحاور عمل جديدة وتميّز أكبر…