أخبار العالمإفريقيا

الجيش السوداني يعزز مكاسبه العسكرية في الخرطوم ويواصل تضييق الخناق على قوات الدعم السريع

واصل الجيش السوداني تقدمه الميداني ضد “قوات الدعم السريع”، محققاً اختراقات عسكرية نوعية في العاصمة الخرطوم ومدن استراتيجية أخرى، حيث بسط سيطرته الكاملة على الضفة الشرقية من جسر “سوبا” الحيوي، الذي يُعد بوابة جنوب العاصمة، في حين لا تزال “الدعم السريع” تسيطر على الضفة الغربية منه. كما أحكم الجيش قبضته على جسر “الحرية” وسط الخرطوم، مما قرّبه من استعادة السيطرة على مركز العاصمة.

وبالتوازي مع هذا التقدم، أعلن الجيش إحكام الحصار على قوات “الدعم السريع” المتواجدة في وسط الخرطوم، بما في ذلك محيط القصر الرئاسي، وذلك بعد السيطرة على جسر “الحرية”، الذي يربط جنوب الخرطوم بمركز المدينة. وباستعادته جسر “سوبا”، تمكن الجيش من فتح طريق جديد لوصول قواته القادمة من شرق ولاية الجزيرة، ما يعزز ارتباطها بالقوات المتمركزة في شرق النيل، ويعزل قوات “الدعم السريع” المتبقية، مما يضيق الخناق على تحركاتها ويحد من خياراتها العسكرية، خاصة بعد قطع الطريق أمام انسحابها نحو جسر “خزان جبل أولياء”، وهو آخر منفذ متاح لها غرب العاصمة.

مكاسب عسكرية في كردفان والنيل الأزرق

على جبهة أخرى، حقق الجيش السوداني انتصاراً استراتيجياً في ولاية شمال كردفان، حيث تمكن من كسر الحصار عن مدينة الأبيض بعد التحام قواته المتقدمة من الشرق، المعروفة باسم “متحرك الصياد”، مع “الفرقة الخامسة – هجانة” المتمركزة في المدينة. ووفق بيان رسمي، تمكن الجيش من تأمين الطريق البري بين الأبيض والمدن المجاورة، ما يعزز خطوط الإمداد ويسمح بتوسيع نطاق عملياته في المنطقة.

وفي ولاية النيل الأبيض، أعلنت “الفرقة 18 مشاة” التابعة للجيش السوداني استعادة السيطرة على مدينة القطينة، التي كانت تمثل آخر نقطة سيطرة لـ”الدعم السريع” في الولاية. وبذلك، يكون الجيش قد أزال تهديداً مباشراً في المنطقة، ممهداً الطريق نحو منطقة “جبل أولياء”، حيث تتمركز “قوات الدعم السريع” وتسيطر على الجسر الرابط بين الضفتين.

أما في جنوب كردفان، فقد استعاد الجيش السيطرة على منطقة “الكرقل”، والتي تربط بين حاضرة الولاية، كادوقلي، ومدن الجبال الشرقية. كما أفادت مصادر محلية باستعادة منطقتي “حجر جواد” و”كركداية”، اللتين كانت تسيطر عليهما “الحركة الشعبية لتحرير السودان – الشمال”، بقيادة عبد العزيز الحلو.

“قوات الدعم السريع” ترد بإسقاط طائرة مقاتلة

في المقابل، أعلنت “قوات الدعم السريع” أنها تمكنت من إسقاط طائرة مقاتلة من طراز “إليوشن” في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، زاعمة أنها كانت تستهدف المدنيين. وقالت في بيان لها إن “قوات الدفاع الجوي” التابعة لها أحرقت الطائرة بكامل طاقمها شمال المدينة، متوعدة بالتصدي لأي محاولات قصف جديدة.

واتهمت “الدعم السريع” الجيش السوداني بشن ضربات جوية مكثفة على نيالا ومدن أخرى في دارفور، مستخدماً البراميل المتفجرة، ما تسبب في خسائر فادحة، مشيرة إلى أن الجيش يستهدف مطار المدينة الذي يُستخدم لإيصال الإمدادات العسكرية لقواتها. كما حمّلت “الدعم السريع” القوات المسلحة مسؤولية ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية”، مهددة بمواصلة التصدي للضربات الجوية التي تستهدف مناطق سيطرتها.

موازين القوى على الأرض

تعكس التطورات الأخيرة تقدماً واضحاً للجيش السوداني في الخرطوم ومناطق أخرى، مستفيداً من تكتيكات عزل “قوات الدعم السريع” عن خطوط الإمداد الرئيسية، ومحاصرتها في مراكز حضرية يصعب عليها الانسحاب منها بسهولة. وعلى الرغم من إعلان “الدعم السريع” عن إسقاط طائرة مقاتلة، فإن مكاسبها الميدانية تبدو محدودة، خاصة مع الخسائر التي تتكبدها في كردفان والنيل الأبيض.

وفي ظل استمرار العمليات العسكرية، يبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة الجيش السوداني على استكمال استعادة الخرطوم بالكامل، وما إذا كانت “قوات الدعم السريع” ستتمكن من الاحتفاظ بموطئ قدم في العاصمة، أم أن الصراع سيتحول تدريجياً إلى معارك استنزاف في مناطق أخرى من البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق