تصاعد التوتر بين حماس وإسرائيل بعد تعثر تنفيذ صفقة الأسرى وتوقف المفاوضات غير المباشرة

قسم الأخبار الدولية 24/02/2025
دخلت المحادثات غير المباشرة بين حركة “حماس” وإسرائيل في مأزق جديد، بعدما أعلنت الحركة رفضها التفاوض بشأن أي خطوات إضافية ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، مشترطة إفراج إسرائيل عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين الذين تم الاتفاق عليهم مسبقًا. وأكد باسم نعيم، القيادي في “حماس”، في تصريح لوكالة “رويترز”، أن الحركة “لن يكون هناك أي حديث مع العدو عبر الوسطاء في أي خطوة قبل الإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم مقابل الأسرى الإسرائيليين الستة”.
وجاء هذا التصعيد بعد أن أعلنت إسرائيل تأجيل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين الذين كان من المفترض إطلاق سراحهم، متذرعة بعدم استجابة “حماس” لبعض المطالب الإسرائيلية. وأثار هذا القرار توترًا جديدًا في ملف التفاوض، خصوصًا أن الصفقة الحالية كانت تهدف إلى تعزيز الثقة بين الجانبين كخطوة أولى نحو تفاهمات أوسع بشأن التهدئة طويلة الأمد.
أزمة الثقة بين الطرفين تعمّق الفجوة
يرى مراقبون أن المأزق الحالي يعكس أزمة ثقة متفاقمة بين الجانبين، حيث تتخوف “حماس” من أن يكون تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين جزءًا من تكتيك إسرائيلي للضغط عليها لتقديم تنازلات إضافية، بينما تسعى إسرائيل لاستخدام هذا الملف كورقة مساومة للحصول على ضمانات أمنية أكبر، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو بشأن إدارة الأزمة في غزة.
التداعيات المحتملة: تصعيد أم تهدئة مؤقتة؟
تعثر تنفيذ الاتفاق قد يضع الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم قطر ومصر، أمام تحديات أكبر في احتواء الموقف. ومع رفض “حماس” الدخول في أي محادثات جديدة قبل تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها، تبقى احتمالات التصعيد مفتوحة، خصوصًا إذا اعتبرت الحركة أن تل أبيب تحاول التملص من الاتفاق أو فرض شروط جديدة لم تكن جزءًا من التفاهمات السابقة.
في ظل هذا الوضع، تتجه الأنظار إلى الدور الذي قد تلعبه الأطراف الوسيطة في تقريب وجهات النظر ومنع انهيار الاتفاق الهش، إذ إن أي فشل في هذا المسار قد يعيد الأوضاع إلى مربع المواجهة، وهو ما قد تكون له تداعيات على المستويين الإقليمي والدولي، خصوصًا مع تصاعد التوترات في المنطقة وعدم وضوح أفق للحل السياسي الشامل.