10 أيام في رحاب الحضارة الصينية العربية: الثقافة السياسة الفن التعلّم الاحترام المتبادل

إعداد الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 24-11-2025
أبدأ تقريري هذا بكلمة شكرا لجمهورية الصين الشعبية العظيمة، شكرا للدولة المحترمة التي لا تفرق بين دولة كبيرة ولا صغيرة فكل الدول تعامل بكامل الاحترام والتقدير، شكرا للصين التي تحب عالمنا العربي وتحترمه، وتعرب دائما على مدّ يدها وتقديرها الكبير للحضارة العربية وتناصر القضية العادلة الفلسطينية.
الشكر والتقدير الخالص للجزب الشيوعي ولدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذي احتضن فعاليات الدورة الحادية عشر لمؤتمر الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية.

سافرت الى بيكين يوم 14 نوفمبر 2025 لأشارك في فعاليات الدورة الحادية العشرة لمؤتمر الحوار بين الحضرتين الصينية والعربية، وكأنني لأول مرة أسافر للصين، مع أنني زرت الصين في العديد من المرات.
سافرت لأشارك في فعاليات مؤتمر حوار الحضارات، هذا الموضوع يشغلني منذ كنت طالبة بقسم علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس العاصمة، حوار الحضارات كان يشغلني عندما وصل الينا كتاب هينجتنغتون “صراع الحضارات” وتلاه مباشرة كتاب فوكو ياما “نهاية التاريخ” لم أتقبل يوما هذا العنف وهذه العنجهية للكاتبين الأمريكيين، ولم يتقبل فكري كيف ان العالم قد انتهى وتوقف عند “الحضارة الأمريكية” وان من يركب قطار تكساس للحضارة فقد التحق بالحضارة، كم كنت احس بالقرف من هذين الكاتبين الدين يمثلان سياسة الاستعمار والهيمنة الأمريكية الظالمة والشريرة.
وكنت أقول لولا الاختلاف الحضاري لما وصلت البشرية لما وصلت اليه اليوم… لماذا لا نحترم الحضارات، لماذا يجب ان يكون هناك قوة مهيمنة تلغي الآخر، الكثير من الأسئلة التي كنت اطرحها وجدت اجابتها في مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ حول حوار الحضارات، وهذا ليس بغريب على فخامته فكل مبادراته مبنية على الإحترام والمبادئ الإنسانية من طريق الحرير الى الحق في التنمية المستدامة لكل الشعوب وحقها في التكنولوجيا والحداثة الى مبادرة حوار الحضارات والتعلم الحضاري الى آخرها مبادرة الحوكمة العالمية والعدالة العالمية… وها هي الفرصة اليوم تأتي ليلتقي العالم العربي مع عالم الصين في تناغم حضاري ولا أروع ولا أجمل وها هي الفرصة تأتي لأشارك ولأجد الكثير من الإجابات عن أسئلة كانت ولا تزال تجول بذهني.
وصلنا الى مطار بيكين يوم السبت 15 نوفمبر 2025 وكان فريق المنظمين ينتظروننا امام باب الطائرة بحفاوة كبيرة جدا، ورافقونا للقاعة الشرفية حتى إتمام الإجراءات واحتسينا الشاي الصيني الدافئ مع الطقس البارد جدا.
وبعد إتمام الإجراءات تحركنا الى فندق الحزب الشيوعي الصيني “فندق وانشو” الفندق الجميل ذوا الطابع الصيني الأصيل، ومنها لتبدأ رحلة المؤتمر والضيوف والجلسات والزيارات الميدانية رحلة حوار الحضارات والتعلم والتبادل الحضاري الصيني العربية.


ومع حلول يوم 16 نوفمبر، وهو اليوم الأول في الرحلة، تحركنا منذ الصباح الباكر الى منطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ببكين وفيها اطلعنا على السيارات الذاتية القيادة وتكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

كانت زيارة ولا أروع خيال علمي وتقنيات متطورة وعروض من الخبراء مثيرة، تجعلك تسرح بالخيال العلمي، وتتخيل كيف سيكون العالم بعد سنوات قليلة، مع الامنيات ان تصل دولنا العربية الى هذا المستوى من الحداثة والتكنولوجيا.

كانت كل الشخصيات العربية الحاضرة تطرح الأسئلة وتتوق الى ان تتحصل على هذه التقنيات العلمية لبلدانهم، لما لا والصين وتؤمن بحق الشعوب مهما كان حجمها للحصول على التكنولوجيا الحديثة، فكلنا نحلم ان تصل دولنا الى هذا المستوى وأكثر، فالعالم العربي يزخر بطاقات شبابية وبشرية متميزة.

وبعد الزيارة الرائعة لعالم العلم والتكنولوجيا والروبوتات تحولنا بعد الظهر الى معرض تاريخ الحزب الشيوعي الصيني، هذا المتحف الذي احبه كثيرا فلقد زرته أكثر من ستة مرات وفي كل زيارة أكتشف جزئية لم اراها قبل.

فهو متحف يروي قصة الحزب الشيوعي ونضالات الشعب الصيني وقياداته في تحرير البلاد ومقاومة الشعب الصيني ضد الفاشية اليابانية، والحزب الذي كان موجود في كل مراحل البناء والتشييد والحفاظ على البلاد. متحف يجعلك تعيش في تاريخ الصين العظيمة وتاريخ الحزب الأقوى في العالم كيف لا وهو من يظمّ مائة وأربعة مليون منخرط، وأمينه العام فخامة الرئيس شي جين بينغ هو رئيس جمهورية الصين الشعبية.



واختتم اليوم بمأدبة عشاء على شرف الضيوف الحاضرين من الوفود العربية اين كان هناك عروض فنية صينية متميزة جدا وجميلة جدا، كما غنت فنانة شابة مغربية اغنية صينية.
وفي العشاء الشرفي كانت رئيسة المأدبة السيدة تشاو نان مذيعة قناة “سي جي ت ان” العربية.
كما ألقى السيد ليو هايشينغ وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، كلمة رحب من خلالها بضيوف الصين العرب.
وفي نفس مأدبة العشاء ألقى السيد احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة شكر عبّر فيها عن امتنانه لجمهورية الصين الشعبية بحفاوة الاستقبال وبالعلاقات الصينية العربية المتميزة.

اما يوم 17 نوفمبر فهو اليوم الافتتاح، فمنذ الثامنة صباحا تحركنا الى المتحف الوطني الصيني أين زرنا معرض “الصين القديمة” التي تعود الى سبعة آلاف سنة وأكثر، وبعدها مباشرة دخلنا الى قاعة الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية عشر لمؤتمر الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، وكانت الأجندة كالتالي:

- رئيس الجلسة: السيد جين شين مساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي
- كلمة الافتتاح والترحيبية كانت من السيد جين شين مساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي

- الكلمة الرئيسية من السيد ليو هايشنغ وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
- كلمة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية


- كلمة السيد محمود العلول نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح
- كلمة السيد جمال فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى البحريني
- كلمة السيدة زينة ادحلي نائبة رئيس مجلس النواب المغربي
- كلمة السيد عبد الله محمد أبو الغيث نائب رئيس مجلس الشورى اليمني
كانت الكلمات كلها تصب في نفس المغزى ونفس الهدف، وهو أهمية التبادل الحضاري العربي الصيني واهمية العلاقات العربية الصينية من اجل الاستقرار العالمي والعدالة الدولية وان الحضارات باختلافها فهي تتكامل، ويجب ان تكون العلاقات الصينية العربية متطورة أكثر واستراتيجية.

وفي العشية وبعد الغداء انطلقت اشغال ورشات العمل الثلاثة وهي على التوالي:
- تبادل خبرات الحكم والإدارة بين الصين والدول العربية واستكشاف طريق التحديث
- تكثيف التعاون والتبادل الثقافي والإنساني بين الصين والدول العربية في إطار مبادرة الحضارة العالمية: وكانت لي كلمة في هذه الورشة بعنوان “الحضارة العالمية: التعلم المتبادل بين الحضارات من أجل بناء عالم شامل متوازن وعادل”

- تعزيز تفاهم الشعوب بين الصين والدول العربية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”
كان يوم 17 نوفمبر يوما حافلا وجميل جدا بالنقاشات والحوارات المفيدة كان يوما للتواصل العلمي والحضاري المثمر أين استمعنا الى بعضنا البعض وتبادلنا المقترحات والأفكار.
وكانت صبيحة يوم الثلاثاء 18 نوفمبر جلسة الاختتام في جلسة عامة حضرها جميع الضيوف العرب ومسؤولين صينيون بحضور إعلامي كبير.

اما جلسة بعد الظهور فلد كانت مفيدة جدا، فلقد تجاوزت التوقيت المحدد للجلسة ودامت أكثر من ثلاث ساعات ونصف من النقاش والتبادل بين مجموعة من فريق الضيوف شمال إفريقيا بحضور السيد “يو وي” نائب مدير عام إدارة غرب أسيا وشمال افريقيا للدائرة حول الصين والحزب الشيوعي الصيني.

وفي هذه الحلقة النقاشية ومنها قدمت كلمة حول العلاقات الصينية العربية وضرورة تكثيف هذه العلاقات لتصبح علاقات استراتيجية على جميع المستويات ولنكوّن قوة من أجل السلام العالمي وضمان علاقات متطورة وبنّاءة بين جمهورية الصين والعالم العربي.


ويوم 19 نوفمبر غادرنا بيكين بإتجاه مدينة كومينغ التي تقع بمقاطعة يوننان بالجنوب الشرقي الصيني والتي تبعد على بيكين في رحلة جوية بأربعة ساعات على متن الطائرة برحلة داخلية.

ومنذ ان خرجنا من المطار في اتجاه الفندق بدأت اشاهد مدينة حديثة وعمارات شاهقة ومناظر طبيعية جميلة جدا فهي مدينة تجمع بين جمال الطبيعة والحداثة في لوحة فنية رائعة ومزيج بين الطبيعة ويد الانسان المبدع.

ويوم 20 نوفمبر بدأت الرحلة في مدينة كونمينغ، المدينة النابضة بالحياة والربيع الأبدي، والمعروفة بمناظرها الطبيعية الخلابة وتراثها الثقافي ومناخها المعتدل على مدار العام.
تتمتع مدينة كونمينغ، المعروفة باسم “مدينة الربيع”، بمناخ لطيف ومعالم سياحية مذهلة على مدار العام. وتشمل أبرز المعالم غابة الحجارة، مع تكويناتها الصخرية الفريدة، وبحيرة ديانتشي، يوننان أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم، وهي مثالية لركوب القوارب والمشي على ضفاف البحيرة.
كما توفر التلال الغربية إطلالات بانورامية على كهوف بوابة التنين التاريخية.
ويُبرز شارع كونمينغ القديم التراث الغني للمدينة من خلال الهندسة المعمارية المحفوظة والحرف اليدوية التقليدية.
تتكون كونمينغ من مدينة قديمة، ومنطقة تجارية حديثة، ومناطق سكنية، وجامعات. كما تُعد المدينة من أهم مراكز البحث العلمي والتعليم في جنوب غرب الصين. واعتبارًا من عام 2024، أُدرجت ضمن أفضل 100 مدينة في العالم من حيث إنتاج البحث العلمي.
وكانت أول جولة لنا في مدينة كونمينغ في مدينة يوشي أين زرنا شركة يوشي واتسون للتكنولوجيا الحيوية، وبعدها مباشرة زرنا متحف الأفران الأثرية.
وفي نفس اليوم وبعد الظهر تحركنا الى مدينة تشنغجيانغ وزرنا قرية مافانغ وبعدها زرنا معرض تشنغجيانغ للحضارة الايكولوجية، كما زرنا حديقة فوهاوان للأراضي الرطبة في نفس القرية.

كما كان يوم الجمعة 21 نوفمبر يوما حافلا كذلك، وبرنامجا ثريا جدا، فلقد ابتدأ منذ الصباح بعرض قدمه خبيرا حول خبرات مقاطعة يوننان في التغلب على المشكلات المستعصية للقضاء على الفقر والنهوض بالأرياف.

وكان العرض جد مهم للجميع لأن يوننان مقاطعة كانت تشكوا من الفقر لتصبح من أهم وأغنى المقاطعات وذلك بخيار استراتجي مهم جدا وتطبيق استراتجية الرئيس شي جين بينغ لمكافحة الفقر.

للعلم فأنا اليوم اقرأ كتاب “مكافحة الفقر” للرئيس شي جين بينغ وهو كتاب مهم جدا ويمكن تطبيق بنوده في بلدنا، ومقاربة مكافحة والفقر والتغلب عليه يجب ان تكون استراتجية لكل دول العالم العربي ويجب ان يكون ضمن أولوياتنا.

وبعدها كان لنا لقاء مع المسؤولة مقاطعة يوننان التي ألقت كلمة هي ومجموعة من المسؤولين معها في المقاطعة حول أهم الاستراتجيات العمل للتطور والتقدم بالمقاطعة على جميع المستويات في مقاربة شاملة. وقد ابرزت السيدة المسؤولة على استعداد مقاطعتهم للتبادل مع الدول العربية في جميع المجالات والانفتاح يوننان على العالم العربي وتقاسم التجارب.


وكانت لي كلمة حول استعدادنا لتبادل الخبرات في المجال الفلاحي والزراعات المتطورة وأننا في تونس يمكننا ان نتبادل الخبرات في المجال الزراعات الكبرى ولنا اهتمام كبير بالتجربة الحديثة في مجال الزراعات الكبرى.
كذلك طرحت نقطة ثانية مع السيدة المسؤولة والسادة المسؤولين حول التبادل العلمي في مجال العلوم الإنسانية وخاصة وأننا نريد التعرف والانفتاح في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية التي لم تصل بعد الى اقسام علم الاجتماع في تونس، والذي لا يزال تحت تأثير العلوم الاجتماعية والإنسانية الغربية.
فبلد المليار و400 مليون يعيشون في استقرار وانسجام لابد ان تكون العلوم الاجتماعية والإنسانية متطورة جدا ولهذا يجب علينا كدول عربية ان ننفتح على العلوم الاجتماعية الصينية.
وفي آخر اللقاء حضرنا مأدبة غذاء اقامتها السيدة مسؤولة المقاطعة على شرف الضيوف وتناولنا أكلات خاصة بمقاطعة يوننان في أطباق جميلة مزخرفة بفن الرسم اليدوي الصيني الجميل والوان الحياة التي تعبر على الخصوصية الثقافية للمقاطعة يوننان.

وفي الساعة الثامنة ليلا تنقلنا الى دار الأوبرا بالمدينة لنحضر عرضا مسرحيا رائعا يعبر على مختلف الاثنيات الموجودة بمقاطعة يوننان، كانت مسرحية غنائية وراقصة تعبر عن انسجام الثقافات المختلفة في المقاطعة بعنوان “انطباعات يوننان”.



وفي يوم 22 نوفمبر واليوم الأخير في مدينة يوننان، بدأ صباح اليوم بزيارة لشركة للأدوية الصينية التقليدية لشركة عمرها 600 سنة، أنشأت شركة الأدوية التقليدية والتي لا تزال تعمل الى اليوم ويتوارثها الأولاد منذ سنة 1381.

وفيها تعرفنا على اهم وأبرز الادوية التقليدية الصينية التي لا تزال تصنع بالطريقة التقليدية وتعتمد على الأعشاب والمواد الطبيعية وهي أدوية تعتمد في الطب الصيني.



وفي العشية وبعد الظهر كانت ختامها ورود مع سوق دونان للزهور قضينا ساعات في التجول في السوق الذي لا يبيع سوى الزهور والعطورات الزهرية والصابون بمختلف أنواع الزهور والشاي المعطر بالزهور.

كان السوق يعج بالزوار من مختلف الأعمار والكل يحمل باقات الزهور ويضع على رأسه تاجا واكليلا من الزهور.
كم أحببت المكان الذي لم أستطع التجول فيه كاملا لاتساع مساحته، ولكنني وكالعادة اشتريت الكثير من الأشياء الزهرية والصابون والعطر واشياء أخرى تذكارية لأزين بها مكتبي.




وبعدها مباشرة انطلقنا الى المطار للعودة الى العاصمة بيكين.
ويوم 23 نوفمبر انتهت رحلتنا مع مؤتمر حوار الحضارات الحادي عشر ولكن لم تنتهي رحلتي مع بلد الصين العظيمة، فالكتاب مازال مفتوحا واوراقا كثيرة لا تزال تنتظر الحروف والجمل والحبر.
غادرنا بيكين باتجاه تونس على متن الطائرة، كانت رحلة متعبة جسديا وممتعة فكريا، ومنعشة روحيا، عشرة أيام تنضاف لي في سجل حياتي ومسيرتي مع السفر الى جمهورية الصين الشعبية العزيزة على قلبي والتي تجمعني بها الكثير من المحطات التي تعلمت منها وفيها الكثير.
رحلتي هذه المرة أحسست فيها بالتميز والنضج الفكري تعلمت الكثير واستمتعت بالاختلاف الذي أثرى تجربتي الفكرية.
هذه الرحلة تعلمت فيها الكثير والتقيت بأصدقاء جدد من الصين ومن العالم العربي، تجربة جديدة تضاف لي لأتحمل مسؤولية جديدة على عاتقي تجاه بلدي وتجاه الصين.
رسمت في هذه الرحلة اشكالا مختلفة بألوان الحياة والثقافة، ألوان الحضارة الشرقية الصينية العربية، ألوان الجمال الشرقي العربي الصيني، الوانا تنبع من عمق التاريخ والحضارة.



