أخبار العالمالشرق الأوسط

يونيفيل تحذر من تقويض الاستقرار بعد الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان واعتبارها خرقاً صارخاً للقرار 1701

اعتبرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الجمعة، أن الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مساء الخميس عدة بلدات جنوبية، تشكل خرقاً واضحاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، الصادر عام 2006، والذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. ودعت القوة الأممية الجيش الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن تنفيذ أي غارات إضافية والالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية.

وأكدت يونيفيل في بيانها أن هذه الضربات الجوية “تهدد الاستقرار الهش الذي تحقق في نوفمبر الماضي” عقب تفاهمات ميدانية هدفت إلى تهدئة الوضع على طول “الخط الأزرق”. وأضافت أن الهجمات “تقوض ثقة المدنيين بإمكانية التوصل إلى حل سلمي”، مشيرة إلى أن التصعيد الحالي يعرّض حياة الجنود اللبنانيين، وعناصر البعثة الأممية، فضلاً عن المدنيين، لمخاطر جسيمة، بعد أن اضطرت وحدات من قوات حفظ السلام إلى مغادرة مواقعها في دير كيفا قرب برج قلاوية بسبب شدة القصف.

ووثقت التقارير أن الغارات استهدفت بلدات ميس الجبل وكفر تبنيت ودبين والشهابية وبرج قلاوية، عقب تحذيرات للمدنيين أطلقها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي. ومع ذلك، أكدت يونيفيل أن الإجراءات الأحادية الجانب “لا تساهم سوى في تأجيج التوتر”، وحثت جميع الأطراف على الالتزام بالآليات الموضوعة لمعالجة الخلافات، وفي مقدمتها القرار 1701 وتفاهم وقف الأعمال العدائية.

وتواصل إسرائيل منذ أشهر تنفيذ غارات شبه يومية وعمليات عسكرية في الجنوب اللبناني، تقول إنها تستهدف مواقع تابعة لـ«حزب الله»، فيما تشير السلطات اللبنانية إلى أن هذه العمليات تمثل خرقاً دائماً للاتفاقات الدولية. كما تحتفظ القوات الإسرائيلية بخمس نقاط عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في تحدٍ واضح لمطالب الأمم المتحدة بانسحاب كامل.

ويرى مراقبون أن التصعيد المتكرر يعكس هشاشة التوازن الذي ساد منذ نوفمبر 2024، ويطرح تساؤلات حول قدرة الآليات الأممية على منع انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع قد تشمل الجبهة اللبنانية بكاملها، في ظل استمرار حرب غزة التي تلقي بظلالها الثقيلة على المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق