“يوم الأرض” عنوان إرادة لاتلين وحق لن يضيع بالتقادم
فلسطين المحتلة-30 مارس 20211
تصادف اليوم الثلاثاء، الثلاثين من مارس، الذكرى الـ45 “ليوم الأرض” الذي جاء بعد هبة الجماهير العربية داخل أراضي 1948 المحتلة، ضد الإستيلاء على الأراضي، والإقتلاع، والتهويد التي انتهجتها ققوات الإحتلال، وتمخض عن هذه الهبّة ذكرى تاريخية سميت بـ”يوم الأرض”.
وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء قوات الإحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
يشار إلى أن الشرارة التي أشعلت الجماهير العربية ليوم الأرض، كانت بإقدام كيان الإحتلال العنصري على الإستيلاء على نحو21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل، ومنها عرابة، سخنين، دير حنا، وعرب السواعد، وغيرها، وذلك لتخصيصها لإقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل، وخصوصا المتضررين المباشرين، عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من مارس.
وفي ذلك اليوم نفذت مدن وقرى الجليل، والمثلث إضرابا عاما، وحاولت قوات الإحتلال كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام مع المواطنين العرب أصحاب الأرض.
وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا – الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- بأن الإحتلال استولى على نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله لفلسطين حتى العام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.
ويشير باحثون إلى أن الاستيلاء على الأراضي بهدف التهويد بلغت ذروتها مطلع 1976 بذرائع مختلفة، تجد لها مسوغات في
وكان الرد الصهيوني عسكريا شديدا على هبة “يوم الأرض” باعتبارها أول تحدٍ، ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، حيث دخلت قوات معززة من جيش الإحتلال مدعومة بالدبابات، والمجنزرات إلى القرى الفلسطينية، وأعادت احتلالها، موقعة شهداء، وجرحى بين صفوف المدنيين العزل، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص، 4 منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة.
وبرغم مرور أربعة عقود زنصف على هذه الذكرى، لم يمل فلسطينيو أراضي 48، الذين أصبح عددهم أكثر من 1.3 مليون نسمة، بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948 ،من الإحتفال “بيوم الأرض”، الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وانعطافه تاريخية في مسيرة بقائهم، وانتمائهم، وهويتهم منذ نكبة 1948، تأكيدا على تشبثهم بوطنهم وأرضهم،حيث لايزال الآباء والأبناء يحتفظون بوثائق ملكياتهم الأرض منذ مئات السنين، كما يحتفظون بمفاتح منازلهم في قراهم التي هُجروا منها بقوة الحديد والنار.كما لا يزال الآباء يورثون أبناءهم وأحفادهم قدسية التشبث بحقهم في أرضهم التي اغتصبتها الهمجية الصهيونية عبر مجازر عصابات شذاذ الآفاق على غرار “شتيرن” و”الهاغانا” بدعم بريطاني.
إن إحياء “ذكرى يوم الأرض” ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية.