ولادة حكومة لبنانية جديدة قد تكون عسيرة مثل سابقاتها
بيروت-لبنان-27-10-2020
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، أن مساعيه حثيثة لتشكيل حكومة وطنية من كفاءات غير حزبية، لافتا إلى أن التنسيق متواصل بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون .
وأشارت تسريبات إعلامية إلى حصول كل من حزب الله وحركة أمل على مبدإ تسمية وزير المالية، إضافة إلى الوزراء من الطائفة الشيعية في الحكومة القادمة .
ورشحت أنباء عن أن رئيس الجمهورية ستكون له حصة “وازنة” في حكومة الحريري، تضاف إلى حصة التيار الوطني الحر الذي قد يصر على تولي وزارة الطاقة مرة جديدة.
وتحدث مصادر أخرى، وفق سكاي نيوز عربية، عن “خلافات على وزارات خدماتية أساسية، مثل الصحة والأشغال والتربية”.
ويتّهم معارضون رئيس الحكومة المكلف ب”المحاصصة المكشوفة ،” ولفت هؤلاء إلى أن حكومة الحريري المقبلة ستكون شبيهة بحكومة حسان دياب أو الحكومات السابقة التي شكلها الحريري مع رئيس الجمهورية.
وأجمعت مصادر متعددة على أن الأجواء إيجابية بين عون والحريري، لكن الأمور لم تتبلور بعد، حيث إن شروط القوى السياسية في اللحظات الأخيرة وعملية تسمية الوزراء قد تشكل عاملا معرقلا لولادة الحكومة في الأيام المقبلة.
وكان لبنان قد شهد احتجاجات شعبية واسعة رفعت مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية، حيثُ اتهمت رجال السياسة بالفساد وبسرقة الأموال العامّة، وما زاد الأمر تعقيدا الإنفجار الذي حدث في مرفإ بيروت في أغسطس الماضي.
وكان رئيس الوزراء اللبناني السابق حسان دياب، قد أكد ان بلاده باتت على مشارف أن تصبح البلد الأكثر مديونية في العالم.وذكر دياب أن لبنان يواجه استحقاقات لسداد سندات بقيمة 4.6 مليارات دولار في 2020، وأنه سيتخلف عن سداد ديونه لأول مرة في تاريخه، حيث سيتم تعليق سداد الدفعة الأولى المستحقة.
ولفت إلى أن الدين العام في لبنان تخطى 90 مليار دولار، وأدى إلى تدني مستوى احتياطي العملة الصعبة.
وكانت الولايات المتحدة فد فرضت الشهر الماضي عقوبات ضد الوزيرين اللبنانيين السابقين، علي حسن خليل، ويوسف فنيانوس، لتعاونهما مع “حزب الله” ولضلوعهما في عمليات فساد. هذه الخطوة تعتبر تصعيدا نوعيا في المواجهة بين واشنطن و”حزب الله”، لأنها المرة الأولى التي تستهدف العقوبات الأمريكية وزيرين سابقين ينتميان إلى تنظيمين من أبرز حلفاء “حزب الله” في لبنان.
وإعتبر اللبنانيون إن هذه العقوبات بمثابة التذليل على شعب يمرّ بظروف اقتصادية صعبة، لم تشهدها البلاد في تاريخها.
هذه العقوبات التي يتم التحضير لها منذ أشهر، تم الإعلان عنها بعد بضعة أسابيع من انفجار مرفأ بيروت الذي زاد من سخط اللبنانيين ضد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، واستياء الدول الأوروبية والولايات المتحدة منها ورفض التعاون الاقتصادي معها في غياب إصلاحات جدية تشمل مختلف القطاعات في لبنان.
ويرى مراقبون إن 2020،سنة الخراب الكبير في لبنان، ويأمل اللبنانيون أن يكون الخراب الأخير الذي يلحقه عودة الماء والعشب والورد والحياة، أو ذلك الوقت السحري الذي وصفه أدونيس: وقت بين الرماد والورد.