آسياأخبار العالمأمريكابحوث ودراسات

البرتقالي ترامب في حالة هستيرية رأى كابوسا: التنين الصيني في قاعدة باغرام الأفغانية

لماذا يسعى ترامب لاستعادة قاعدة باغرام الجوية من حكومة طالبان؟

يوم السبت 20 سبتمبر 2025 استفاق ترامب من نومه منزعجا لقد رأى كابوسا في احلامه، رأى التنين الصيني يسيطر على القاعدة العسكرية الجوية باغرام في افغنستان، ويقال أنه منذ العرض العسكري الأسطوري التي قامت به الصين يوم 03 سبتمبر 2025 وحضور 26 زعيما عالميا والبرتقالي ترامب لا يرى في أحلامه غير التنين الصيني يتجول في العالم ويسيطر عليه.

خرج البرتقالي في كامل انقته يوم السبت الماضي وبوجهه الملون بين البرتقالي الفاتخ والغامق، يهدد ويتوعد ويقول أن على الافغان إرجاع قاعدة باغرام الجوية من حركة طالبان، وحذر من “عواقب وخيمة” في حال عدم استعادتها طبعا ولم يحدد بعد ماهية العواقب الوخيمة وترك المجال مفتوحا للتأولات “عواقب وخيمة”.

وقال ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “إذا لم تقم أفغانستان بإعادة قاعدة باغرام الجوية إلى من بنوها- الولايات المتحدة الأمريكية- فستحدث أمور سيئة!!!”. الرجل جاد في تهديده ويريد السيطرة على أرض لا تخصه بوقاحة استعمارية وهذا طبعا ليس بغريب على رجل “متغطرس همجي” مثل البرتقالي، فقد هدد بظم كندا ونيوزليندا ويمكن أن يصحى في ذات يوم من نومه ويطالب بحقه في فرنسا مثلا وقتها ماكرون مجبر على تمكينه من جزء من فرنسا وماكرون معجب ويتقرب من التنين الصيني وترامب منزعج من ذلك.

لم يُحدّد البرتقالي نوعية العقوابات على طالبان

قال ترامب في لقاء مع الصحفيين في بريطانيا يوم الخميس الماضي، إن إدارته تعمل على استعادة السيطرة على القاعدة، التي تقع على بُعد ساعة شمال كابول بكل وقاحة ومن دون خجل ولا إعتبار للشرعية الدولية ولا القانون الدولي ولا سيادة دولة مستقلة.

ترامب الذي يعتبر كل الكرة الارضية ملكه وأي بقعة من العالم قادر على السيطرة عليها يرى هو وصقوره الكبار أن القاعدة ضرورية ويجب استرجاعها وذلك لعدة أسباب:

  • السبب الأول مراقبة الصين، التي تبعد حدودها أقل من 500 ميل؛
  • السبب الثاني الحصول على العناصر الأرضية النادرة والمعادن في أفغانستان؛
  • السبب الثالث إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب لاستهداف تنظيم “داعش”،
  • السبب الرابع إعادة فتح منشأة دبلوماسية
  • السبب الخامس العودة لمحاصرة روسيا

وكانت القاعدة الجوية، التي توجد شمال العاصمة كابول، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان من أكتوبر 2001 إلى يوليو 2021، عندما سلمتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية. كان التسليم على أساس أن طالبان ستعمل تحت الإدارة الأمريكية كعميلة وبالوكالة ولكن حصل العكس فإذا بطالبان تصبح لها علاقات كبيرة واستراتجية مع الصين وروسيا أعداء ترامب اللذوذين وأعدائهم السابقين فمقولة “أعداء الأمس أصدقاء اليوم” تصح على ما يحدث بين افغنستان وروسيا والصين.

وأصر ترامب مرارا على أنه لم يكن ليرغب مطلقا في مغادرة الولايات المتحدة للقاعدة، التي قام بزيارة مفاجئة لها في عيد الشكر عام 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى، ويرجع ذلك أساسًا إلى قربها من الصين، وكانت العملية استفزازية للتنين الصيني الذي سكت ولم يرد الفعل وبقي ينتظر الوقت المناسب.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، خرج ترامب ليصف إدارة بايدن بأنها “غبية للغاية” لسحب القوات الأمريكية من القاعدة الجوية الإستراتجية، التي تمّ تأهيلها بحسب كلامه في سنة 2001 بعد أن كانت تابعة للروس وتركوها خرابا عند خروجهم.

خلال المؤتمر مع ستارمر قال ترامب: “كنا سنغادر أفغانستان، لكننا كنا سنغادرها بقوة وكرامة، وكنا سنحتفظ بباغرام. لقد أعطيناهم إياها دون مقابل، بالمناسبة، نحن نحاول استعادتها”.

وبعد انسحاب أمريكا عام 2021، ذكر تقرير لـ”البنتاغون” أن الولايات المتحدة تركت وراءها معدات عسكرية بقيمة 7 مليارات دولار.

التنين الصيني يصفع البرتقالي ويجعله يهذي

وبتصريحات البرتقالي المتهورة يمكن أن نقول بأن ترامب يبحث على أرض قريبة من الصين وروسيا ليشعل الحرب فيها وطبعا ليس أحسن من أفغنستان المشتتة والمتهالكة وكذلك الجيش الامريكي يعرف جيدا افعنستان فقد خبرها لمدة 20 عاما. وهذه الخطوة قد تُعيد إشعال الدور العسكري الأميركي في البلد الذي انسحبت منه القوات الغربية بشكل فوضوي قبل 4 سنوات.

فهل يقدر ترامب على خلق بؤرة توتر في البلد الآسوي الاستراتجي؟

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 18 سبتمبر الجاري، أشار ترامب إلى أن إدارته بدأت التفاوض مع حركة طالبان بشأن عودة القوات الأميركية إلى القاعدة الجوية الواقعة خارج العاصمة كابل ولكن المسؤولين الأفغان يردون مباشرة ويقولون انه لا توجد مفاوضات على سيادة بلادنا “كذّبوا ترامب مباشرة”.

ولم يكتفي بالتهديد والكذب يواصل البرتقالي كلامه ويقول: “نريد استعادة قاعدة باغرام، لأنهم (طالبان) بحاجة إلى أشياء منّا. إنها تبعد ساعة فقط عن مواقع تصنيع الأسلحة النووية في الصين.” وهكذا جاء الى بيت الداء والمقصد الحقيقي لتصريحاته المتهورة.

لماذا القاعدة العسكرية الجوية باغرام مهمة؟

تقع قاعدة باغرام على بعد 40 كيلومترا شمالي العاصمة كابل، وقد بُنيت في خمسينيات القرن الماضي على يد الاتحاد السوفيتي، قبل أن تتحول إلى أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان خلال فترة التواجد الأميركي التي استمرت 20 عامًا.

وبكل وقاحة وكذب يقول ترامب ان طالبان هي من طلبت من الأمريكان الرجوع الى القاعدة العسكرية الجوية باغرام ولكنه لم يوضح طبيعة ما تحتاجه طالبان من الولايات المتحدة، فإن تصريحاته كانت أول إقرار علني بإمكانية استعادة واشنطن لأصولها العسكرية التي استرجعتها طالبان بعد الانسحاب.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن مسؤولين أميركيين يجرون بالفعل مباحثات مع طالبان بشأن استخدام قاعدة باغرام كنقطة انطلاق لعمليات مكافحة الإرهاب مع أن طالبان قد كذبت الأخبار الصادرة من الأمريكان وقالت أن الاتفاق الدوحة كان واضح ونحن ليست لدينا حاجة عند الأمريكان.

الصين في صلب الحسابات

كما أشرنا منذ البداية بأن البرتقالي رأى كابوسا في منامه إسمه “التنين الصيني” يحوم في أفغنستان وعصافير الإستخبارات لديه فسروا كابوسه وقالوا له انها حقيقة والصين بدأت تدخل مناطقنا. ولهذا خرج ترامب مجددا ليركز على البُعد الصيني في مبرراته لاستعادة باغرام، معتبرا أن موقع القاعدة يجعلها ذات أهمية استراتيجية بسبب قربها من مناطق نووية صينية، رغم أن المسافة بين باغرام وموقع “لوب نور” النووي في إقليم شينجيانغ الصيني تتجاوز 2000 كيلومتر.

وتُعد “لوب نور” موقعا تاريخيا للاختبارات النووية الصينية، لكنها ليست موقعا معروفا لتصنيع الأسلحة النووية. ويُعتقد أن منشآت الإنتاج الرئيسية تقع في وسط الصين.

مع ذلك، فإن قلق ترامب من التوسع النووي الصيني ليس بلا أساس، حيث أفادت تقارير البنتاغون أن الصين رفعت ترسانتها النووية إلى 600 رأس حربي بحلول منتصف 2024، بزيادة سنوية قدرها 20 بالمئة وهذا ما أكده العرض العسكري الخروفي يوم 03 سبتمر 2025 لمدة 70 دقيقة والبرتقالي يتفرج على الكابوس.

وفي المقابل طالبان نفت وجود أي نية للسماح بعودة الوجود العسكري الأميركي، إلا أنها تركت الباب مفتوحًا أمام نوع آخر من التواصل.

وقال زكير جلالي، مسؤول في وزارة خارجية طالبان، عبر منصات التواصل الاجتماعي: “الشعب الأفغاني لم يقبل أبدا وجود قوات أجنبية على أرضه، لكن سُبل العلاقات السياسية والاقتصادية لا تزال مفتوحة”. ويمكن القول أن طالبان تعلموا من الأمريكان المراوغات والتفنن في المغالطات والكذب المسمى بالبراغماتية  والىن هم يردون عليهم بنفس الخطاب.

حتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية الأميركية أو البيت الأبيض تعليقا رسميا بشأن تصريحات ترامب عن باغرام.

أما المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، فقال: “نحن نراجع دائما السيناريوهات المختلفة على مستوى العالم، ومستعدون لتنفيذ أي مهمة تُطلب منا من قبل الرئيس.”

الروس طلبوا من ترامب بإيقاف “الشوا” الإعلامي

وطبعا في المقابل الروس علقوا عبر سفيرهم في كابول وعلق مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زمير كابولوف، يوم الإثنين 22 سبتمبر 2025، على تصريحات البرتقالي ترامب، بشأن رغبته في إعادة ضم قاعدة باغرام في أفغانستان.

ووصف كابولوف تصريحات ترامب بأنها “ضجة إعلامية”، مشبها إياها بتصريحاته حول ضم غرينلاند.

واضاف مبعوث بوتين قوله حول تصريحات ترامب: “لا أعتقد ذلك. هذا يشبه كثيرا الضجة الإعلامية بشأن غرينلاند وكندا. النتائج ستكون كارثية بالنسبة للولايات المتحدة، أما الأفغان فليسوا غرباء عن الحرب”.

أفغانستان ترفض بشكل قاطع مطالب ترامب بإعادة قاعدة باغرام

وكان ترامب قد وجه، السبت الماضي، تهديدا مبطنا لأفغانستان، قائلا إن “أمورا سيئة ستحدث” إذا لم تعد كابول قاعدة باغرام الجوية، طبعا هذه لغة المتعجرف البرتقالي لا يعلاف الاّ التهديد والوعيد ويعتبر أن كل العالم يجب أن يخضع لإمرته وينسى أن الأفغان قد تعودوا بالحرب ويعرفون جيدا الجيش الأمريكي.

وليست هذه المرة الأولى التي يلمح فيها ترامب إلى رغبته في استعادة القاعدة، إذ سبق أن فعل ذلك قبل أشهر، كما رفضت حركة طالبان هذا الطلب سابقا.

ورد قائد الجيش الأفغاني فصيح الدين فطرت على تهديدات ترامب، مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق بشأن قاعدة باغرام الجوية “مستحيل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق