أخبار العالمأمريكا

وزارة العدل الأميركية تتستر على وثائق ابستين-ترامب

قامت وزارة العدل الأميركية وتحت الضغوط المجتمعية من الإفراج عن دفعة جديدة من الوثائق المرتبطة بتحقيقاتها في قضية المموّل الأميركي جيفري إبستين، في خطوة أعادت فتح واحد من أكثر الملفات القضائية إثارة للجدل في الولايات المتحدة.

 وتكشف الوثائق عن تفاصيل تتعلق بسير التحقيقات، واتفاقات قضائية سابقة، وشبكة علاقات واسعة أحاطت بإبستين، إلى جانب تساؤلات متجددة حول مستوى الشفافية التي تلتزم بها الوزارة تجاه القضية، وحدود المساءلة القانونية، وأسباب عدم ملاحقة متورطين محتملين رغم ورود أسمائهم في مراسلات رسمية كذلك حجم الانحطاط الأخلاقي المستشري في أروقة السياسة الأميركية.

حيث تضمنت الملفات التي كشف عنها مؤخراً بحسب مقال نشرته صحيفة “الغارديان” عدة إشارات تدل على تورط ترامب بأعمال ابستين الفاسدة.

النص المترجم: وزارة العدل الأميركية تتستر على وثائق ابستين-ترامب

أفرجت وزارة العدل الأميركية، يوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2025، عن دفعة جديدة من الوثائق المرتبطة بجيفري إبستين، بلغ عددها نحو 30 ألف صفحة إضافية، ضمن ما يُعرف بـ “ملفات إبستين”. وتأتي هذه الدفعة بعد إفراج مماثل الأسبوع الماضي عن جزء من الوثائق التي تفصّل تحقيقات الوزارة بشأن المموّل الأميركي المتوفى والمدان بجرائم جنسية.

وتتضمن الملفات الجديدة إشارات متكررة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من بينها ادعاء قدّمه مدّعٍ عام أميركي رفيع المستوى يفيد بأن ترامب كان على متن طائرة إبستين الخاصة خلال تسعينيات القرن الماضي، برفقة امرأة كانت تبلغ من العمر 20 عامًا آنذاك. ولا تشير الوثائق إلى ما إذا كانت هذه المرأة ضحية لأي جريمة.

وبحسب سجلات الرحلات، يَظهر اسم ترامب كراكب على متن ما لا يقل عن ثماني رحلات جوية بين عامي 1993 و1996، من بينها أربع رحلات على الأقل كانت غيسلين ماكسويل حاضرة فيها أيضًا. وتشير السجلات كذلك إلى أنه سافر، في أوقات مختلفة، برفقة زوجته السابقة مارلا مابلز، وابنته تيفاني، ونجله إريك.

وفي إحدى الرحلات عام 1993، كان إبستين وترامب الراكبين الوحيدين المدرجين، بينما ضمّت رحلة أخرى ثلاثة ركاب فقط هم إبستين وترامب وشخص محجوب الاسم كان يبلغ من العمر 20 عامًا آنذاك.

كما تشير وثائق أخرى إلى أن امرأتين كانتا على متن رحلتين منفصلتين من الرحلات المذكورة، وكان من الممكن أن تكونا شاهدتين في القضية ضد غيسلين ماكسويل.

وتستند هذه المعلومات إلى رسالة بريد إلكتروني أرسلها المدّعي العام الأميركي للمنطقة الجنوبية من نيويورك في 7 يناير 2020، تحت عنوان “سجلات رحلات إبستين”، جاء فيها أن السجلات التي تسلمتها السلطات تُظهر أن ترامب سافر على متن طائرة إبستين مرات أكثر بكثير مما كان معروفًا أو مُعلنًا سابقًا.

وفي بيان رسمي، أكدت وزارة العدل أن بعض الوثائق المفرج عنها تتضمن “ادعاءات غير صحيحة ومثيرة” قُدّمت ضد ترامب إلى مكتب التحقيقات الفدرالي قبيل انتخابات عام 2020، مشددة على أن هذه الادعاءات “لا أساس لها وكاذبة”، ومعتبرة أنه لو كان لها أي مصداقية لكانت قد استُخدمت سياسيًا ضده في حينه. ومع ذلك، قالت الوزارة إنها قررت نشر الوثائق “التزامًا بالقانون وبمبدأ الشفافية”، مع اتخاذ التدابير القانونية اللازمة لحماية ضحايا إبستين.

وخلال حملته الرئاسية الأخيرة، كان ترامب قد تعهّد بالإفراج عن الملفات المرتبطة بإبستين، إلا أن إدارته أثارت جدلًا واسعًا هذا الصيف بعدما أعلنت وزارة العدل أنها لن تُفرج عن أي ملفات إضافية، مؤكدة أنها لم تعثر على “أي قائمة عملاء مُدانة”، رغم تصريحات سابقة لوزيرة العدل بام بوندي قالت فيها إن مثل هذا المستند كان موجودًا على مكتبها.

وقد أثار هذا الموقف غضبًا عابرًا للحزبين، شمل بعض أنصار ترامب، وأعاد تسليط الضوء على علاقته السابقة بإبستين، التي استمرت لما لا يقل عن 15 عامًا قبل أن تنتهي بالخلاف في عام 2004. ويواصل ترامب نفيه أي علم أو تورط في الأنشطة الإجرامية لإبستين، كما ينفي ارتكاب أي مخالفة.

وكان إبستين قد عُثر عليه ميتًا داخل زنزانته في 10 آب 2019، أثناء انتظاره المحاكمة على خلفية اتهامات فدرالية بجرائم جنسية في نيويورك، وقد صُنّفت الوفاة رسميًا على أنها انتحار.

وتتضمن الدفعة الجديدة من الملفات أيضًا إشارات متعددة إلى أندرو ماونتباتن-ويندسور، المعروف سابقًا بالأمير أندرو، إضافة إلى تفاصيل أخرى تتعلق بشبكة علاقات إبستين. ومن بين الوثائق صورة لجواز سفر نمساوي يحمل صورة إبستين، لكن باسم “ماريوس فورتيلني”، مع تسجيل مكان الإقامة على أنه المملكة العربية السعودية.

وتشير مراسلات بين مدّعين عامين عام 2019 إلى أن فورتيلني الحقيقي هو مطوّر عقاري أقام لفترة في السعودية، مع اقتراح التواصل معه لمعرفة سبب وجود جواز يحمل اسمه وصورة إبستين داخل خزنة في قصر الأخير. ولم يردّ فورتيلني على طلب للتعليق من صحيفة “الغارديان”.

وتكشف الملفات كذلك عن مراسلات موسّعة تتعلق باتفاق الإقرار بالذنب المثير للجدل الذي أبرمه إبستين عام 2007 في ولاية فلوريدا، والذي أنهى ملاحقة قضائية فدرالية بحقه، إضافة إلى الجدل القانوني بشأن التزام الحكومة بإبلاغ ضحاياه بالاتفاق قبل إتمامه.

وفي هذا السياق، تَرِد رسالة إلكترونية مؤرخة في 19 أكتوبر 2007 تشير إلى ادعاءات اغتصاب قُدّمت ضد الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد. وكانت “الغارديان” قد حدّدت سابقًا هوية الضحية المزعومة باسم لايسي كارول، فيما قال كوبرفيلد في مقابلة عام 2012 إنه جرى “تبرئته” من قبل السلطات الفدرالية. كما تشير الرسالة إلى مداهمة نفذها مكتب التحقيقات الفدرالي في سياتل ولاس فيغاس لمستودع مملوك لكوبرفيلد، وُصف في الوثائق بأنه أحد المقربين من إبستين.

وفي ردود الفعل السياسية، أصدر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بيانًا طالب فيه وزارة العدل بمزيد من الشفافية، مشيرًا إلى رسالة بريد إلكتروني “مدفونة داخل ملفات إبستين” تكشف أن الوزارة كانت تنظر فيما لا يقل عن عشرة متورطين محتملين بالتآمر مع إبستين. ودعا شومر إلى الكشف عن هويات هؤلاء، وطبيعة تورطهم، وأسباب عدم ملاحقتهم قضائيًا، معتبرًا أن “حماية متورطين محتملين لا تمثل الشفافية التي يطالب بها الشعب الأميركي”.

المصدر: The Guardian

الكاتب: Jamie Grierson and Anna Betts

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق