واشنطن وتل أبيب تتباعدان في رؤيتهما لـ«سوريا الجديدة» وسط تصاعد التنسيق الأميركي مع الجيش السوري

قسم الأخبار الدولية 11/12/2025
تعمّق خلال الأسابيع الأخيرة الخلاف الأميركي – الإسرائيلي حول مستقبل سوريا بعد عام على سقوط نظام الأسد، إذ تباينت المقاربات بين نهج واشنطن القائم على توسيع التعاون الأمني مع «سوريا الجديدة»، والتحركات الميدانية الإسرائيلية التي تتعامل بحذر مع المسار السياسي وتعتبر فرص الاتفاق أقل من السابق.
وسجّل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تراجعاً واضحاً في فرص التوصل إلى تفاهمات مع دمشق، مؤكداً أن «الفجوات بين الطرفين اتسعت»، وأن المفاوضات ابتعدت أكثر مما كانت عليه قبل أسابيع، مع بروز مطالب جديدة تعقّد المسار. هذا التصريح عكس توجهاً متشدداً في إسرائيل، خصوصاً بعد جولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المنطقة العازلة مع سوريا في 19 نوفمبر، برفقة كبار مسؤولي الدفاع والأمن، في إشارة إلى أولوية الملف على الأجندة الإسرائيلية.
في المقابل، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن تناقض لافت بين واشنطن وتل أبيب حول شكل الدولة السورية المقبلة، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تدفع باتجاه انخراط أكبر مع المؤسسات العسكرية السورية.
وأكد قائد القيادة المركزية الأميركية «سينتكوم» الأدميرال براد كوبر هذا التوجه، مبيناً أن التعاون مع الجيش السوري ازداد منذ أكتوبر، وأن القوات الأميركية قدمت «مشورة ومساعدة وتمكيناً» في أكثر من 20 عملية ضد «داعش»، إضافة إلى العمل على إحباط شحنات أسلحة كانت متجهة إلى «حزب الله». واعتبر كوبر أن هذه المكاسب لم تكن لتتحقق «لولا التنسيق الوثيق مع القوات الحكومية السورية».
هذا التباعد بين واشنطن وتل أبيب يعكس مرحلة حساسة من إعادة تشكيل المشهد السوري، حيث تتقدم الولايات المتحدة في مسار التنسيق الأمني، بينما تتعامل إسرائيل بحذر مع التحولات، وسط خلاف متزايد حول مستقبل الدولة السورية وترتيباتها الأمنية.



