واشنطن: نحن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكراني

قسم الأخبار الدولية 29/12/2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن أوكرانيا وروسيا «أقرب من أي وقت مضى» إلى التوصل لاتفاق سلام، مؤكدًا أن نحو 95% من القضايا العالقة جرى التوافق عليها، وذلك عقب اجتماع استمر ثلاث ساعات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عُقد الأحد في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا.
وجاء اللقاء في ذروة تحرّك دبلوماسي تقوده إدارة ترمب بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا، إذ سبق الاجتماع اتصال هاتفي أجراه ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استمر ساعة و15 دقيقة، وتركّز على الخطة الأميركية للسلام.وقال ترمب للصحفيين إن الجانبين، الروسي والأوكراني، «يريدان اتفاقًا»، مشددًا على أن المفاوضات بلغت مراحلها النهائية، مع الإشارة إلى أن أي اتفاق نهائي يجب أن يحظى بموافقة البرلمان الأوكراني أو يُعرض على استفتاء شعبي، معربًا عن استعداده لإلقاء كلمة أمام البرلمان الأوكراني لدعم الاتفاق.
من جانبه، قال زيلينسكي قبل الاجتماع إنه يأمل الاتفاق مع ترمب على إطار واضح لإنهاء الحرب، كاشفًا عن استعداده لطرح الاتفاق على استفتاء شعبي في حال وافقت روسيا على وقف لإطلاق النار لا يقل عن 60 يومًا.
وأوضح زيلينسكي أن وقف إطلاق النار لمدة شهرين يُعد الحد الأدنى اللازم للتحضير للاستفتاء وإجرائه، وضمان أمن الحملات والتصويت، محذرًا من أن أي استفتاء يُجرى في ظل استمرار الهجمات «لن يكون شرعيًا».
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن الخطة الأميركية تتضمن تنازلات إقليمية صعبة لأوكرانيا في إقليم دونباس الحدودي مع روسيا، لافتًا إلى أنه يسعى لتحسين هذه الشروط، لكنه سيحتاج إلى موافقة الشعب الأوكراني إذا تعذر التوصل إلى «موقف قوي» بشأن ملف الأراضي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع، قال زيلينسكي إن الاتفاق الإطاري المكوّن من 20 بندًا جرى التوافق على 95% منه، مؤكدًا أن اتفاق الضمانات الأمنية «مكتمل بالكامل»، قبل أن يقاطعه ترمب قائلًا إن الضمانات الأمنية «اكتملت بنسبة 95%».وأضاف ترمب أن المطالب الإقليمية الروسية في دونباس لا تزال «العقدة الأصعب»، لكنها «تقترب من الحل»، موضحًا أن الرئيس الروسي لا يفضّل وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، بل يسعى إلى اتفاق شامل ينهي الحرب، قائلًا: «أتفهم هذا الموقف، لكننا نجد طرقًا لتجاوزه».
وفي السياق ذاته، قال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي، إن الاتصال بين بوتين وترمب جرى بمبادرة أميركية وبنبرة «ودية»، مشيرًا إلى أن الزعيمين يتفقان على أن على أوكرانيا اتخاذ قرار سريع بشأن دونباس، واعتبر أن وقف إطلاق النار المؤقت المقترح لإجراء استفتاء «لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع».
ومن المقرر، بحسب ترمب وزيلينسكي، عقد جولات تفاوض إضافية خلال يناير المقبل في واشنطن، بمشاركة الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أوروبية، لاستكمال التفاصيل النهائية، فيما رجّح ترمب أن يستغرق سد الفجوات المتبقية «بضعة أسابيع»، مضيفًا: «من الممكن ألا يحدث الاتفاق، لكننا سنعرف ذلك قريبًا».



