أخبار العالمأمريكاإفريقياغير مصنف

واشنطن تُنعش وساطة السلام في شرق الكونغو عبر مسودة مقترح جديد يختبر نوايا رواندا الحقيقية

قسم الأخبار الدولية 06/05/202

أطلقت الولايات المتحدة مبادرة جديدة لحل النزاع الدامي في شرق الكونغو الديمقراطية، عبر الإعلان عن مسودة اتفاق سلام مقترحة بين كينشاسا وكيغالي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على رواندا لوقف دعمها لمتمردي «إم 23»، الذين استولوا مؤخراً على مناطق استراتيجية غنية بالمعادن وأغرقوا المنطقة في واحدة من أعمق أزماتها الإنسانية.

وأكد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب لشؤون أفريقيا، عبر منصة «إكس»، أن المسودة تمثل «خطوة مهمة» نحو تفعيل بنود إعلان المبادئ الموقع بين الجانبين في واشنطن أواخر أبريل، وهو إعلان تضمن احترام السيادة ووقف دعم الجماعات المسلحة، إلى جانب التفاوض على اتفاق سلام خلال مايو الحالي.

وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة تحركات إقليمية ودولية، أبرزها وساطة قطرية أسفرت عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين حكومة الكونغو وحركة «إم 23»، أعقبها لقاء في كينشاسا بين الرئيس فيليكس تشيسيكيدي ونظيره التوغولي فور غناسينغبي، الذي يعمل كوسيط للاتحاد الأفريقي، إضافة إلى اجتماعات خماسية في الدوحة ضمت فرنسا وقطر وتوغو والولايات المتحدة ورواندا.

غير أن خبراء في الشأن الأفريقي حذروا من الإفراط في التفاؤل، واعتبر المحلل السياسي التشادي صالح إسحاق عيسى أن «المسودة تمثل بداية دبلوماسية، لكنها تفتقر إلى عناصر الحسم ما لم تُرفَق بآليات ضغط حقيقية»، مشدداً على أن رواندا كثيراً ما استخدمت المبادرات السابقة كوسيلة لتخفيف الضغوط دون الالتزام العملي.

وأكّد عيسى أن أي تسوية لا تكتسب جدواها ما لم تُدمَج تطلعات الشعب الكونغولي، الذي يعيش منذ سنوات تحت وطأة حرب متعددة الأطراف، شاركت فيها أكثر من 100 جماعة مسلحة تتصارع في إقليم غني بالموارد وفقير بالحماية. وقد أدى الصراع منذ يناير فقط إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص، ونزوح ما يزيد على 100 ألف، بينما يُقدّر عدد النازحين داخلياً بأكثر من 7 ملايين.

وتعد مدينة غوما، التي سقطت في يد المتمردين في بداية هذا العام، إلى جانب بوكافو، من أهم مراكز التمعدن والتجارة شرق الكونغو، ما يرفع من تعقيد النزاع، الذي تحذّر الأمم المتحدة من تحوله إلى حرب إقليمية أوسع.

وفيما تتواصل التحركات الدولية، يربط الخبراء فاعلية هذه الجهود بقدرة الأطراف على التوصل إلى تنسيق فعّال بين مختلف الوساطات، وإنشاء إطار موحد للمراقبة والتنفيذ، خاصة في ظل هشاشة الجيش الكونغولي وتعدد الانقسامات الداخلية، وهو ما يضع اختباراً مزدوجاً أمام واشنطن وحلفائها: منع التصعيد من جهة، وضمان تماسك الدولة الكونغولية من جهة أخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق