واشنطن تنفي نيتها إنشاء قواعد عسكرية في بنما وسط احتجاجات محلية وتحذيرات من المساس بالسيادة

قسم الأخبار الدولية 09/05/2025
أكد السفير الأميركي الجديد لدى بنما، كيفن كابريرا، أن الاتفاقية الموقعة في أبريل الماضي بين واشنطن وبنما لا تتضمن أي بند يسمح بإقامة قواعد عسكرية أميركية في البلاد، نافياً ما تردد من تقارير عن نية الولايات المتحدة استغلال الاتفاق لبناء وجود عسكري دائم في الدولة الواقعة بأميركا الوسطى.
وأوضح كابريرا خلال مؤتمر صحافي في العاصمة بنما سيتي، الخميس، أن الاتفاق ينص فقط على السماح للقوات الأميركية باستخدام ثلاث منشآت جوية وبحرية بنمية لأغراض التدريب والمناورات والتعاون في مكافحة تهريب المخدرات، لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. وشدد على أن ما يُروَّج بشأن إنشاء قواعد “زائف” ويُستغل لأهداف سياسية داخلية، حسب تعبيره.
ويأتي هذا التصريح في وقت تتصاعد فيه الدعوات من منظمات مجتمع مدني وأحزاب معارضة للتظاهر احتجاجاً على الاتفاق، معتبرين أنه يُشكل “تهديداً للسيادة الوطنية” ويمهد لعودة الوجود العسكري الأميركي الذي استمر لعقود حتى تسليم إدارة قناة بنما عام 1999.
وردّ الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو على هذه الاتهامات قائلاً إن الاتفاق لا يتضمن أي بنود تتعلق بإنشاء قواعد عسكرية “صريحة أو غير صريحة”، نافياً التخلي عن أي جزء من أراضي البلاد، ومتهماً المعارضين بتضليل الرأي العام.
ويثير الاتفاق جدلاً واسعاً في بلد يحمل ذاكرة تاريخية ثقيلة بشأن الوجود العسكري الأميركي، الذي كان مرتبطاً بإدارة قناة بنما والسيطرة الأمنية على المنطقة حتى انسحاب القوات الأميركية أواخر القرن الماضي. كما أعاد الجدل تصريحات سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن صراحة رغبته في “استعادة” النفوذ الأميركي في القناة التي باتت – بحسب قوله – “تحت تأثير الصين”.
وتتخذ إدارة ترمب حالياً خطوات لتعزيز وجودها في أميركا اللاتينية، وسط تصاعد المنافسة الجيوسياسية مع بكين، التي زادت من استثماراتها وعلاقاتها التجارية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
4o