واشنطن تعيد ضبط بوصلتها الآسيوية عبر زيارة رمزية للمنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين

قسم الأخبار الدولية 03/11/2025
أعاد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إحياء ما يوصف بـ«الدبلوماسية الحدودية» بزيارة نادرة إلى المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، في خطوة حملت رمزية سياسية وعسكرية بالغة، إذ تعد الأولى لمسؤول دفاع أميركي منذ عام 2017، وتعكس رغبة واشنطن في تأكيد حضورها الاستراتيجي في شرق آسيا وسط تصاعد التوترات مع بيونغ يانغ.
ورافق هيغسيث نظيره الكوري الجنوبي آن غيو-باك إلى بلدة بانمونجوم، المعروفة بأنها خط الهدنة الذي يرمز لانقسام شبه الجزيرة الكورية منذ عام 1953. وهناك، وقف الوزيران في نقطة تشهد واحدة من أكثر المواجهات العسكرية حساسية في العالم، وأكدا أن التحالف الأميركي الكوري الجنوبي «لا يزال حجر الزاوية للاستقرار في المنطقة». كما شملت الزيارة تلة المراقبة «أويليت»، حيث شدد الجانبان على أهمية الجاهزية الدفاعية المشتركة في مواجهة أي استفزازات محتملة من الشمال.
وجاءت الخطوة بعد جولة آسيوية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، حملت رسائل دبلوماسية مزدوجة بين الانفتاح المشروط على الحوار مع كيم جونغ أون، والتأكيد على التزامات الردع تجاه الحلفاء. ويرى محللون أن زيارة هيغسيث جاءت لتدعيم هذا التوجه المزدوج، إذ تمزج بين استعراض القوة العسكرية والبحث عن مساحات تفاوضية جديدة، بما يذكّر بسياسات الإدارات الأميركية السابقة خلال فترات تصاعد البرنامج النووي الكوري الشمالي.
وتعيد هذه الزيارة إلى الأذهان مشاهد من لقاءات رمزية سابقة، أبرزها عبور الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب الحدود عام 2019 للقاء كيم جونغ أون، في لحظة وُصفت حينها بـ«التاريخية». اليوم، تعود واشنطن إلى تلك الرمزية ذاتها لتبعث برسالة مزدوجة: أنها منفتحة على الحوار، لكنها لن تتراجع عن التزاماتها الأمنية في شرق آسيا.
ويُنظر إلى تحركات هيغسيث كجزء من إعادة رسم أولويات الدفاع الأميركي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في وقت تتسع فيه دوائر التنافس بين القوى الكبرى وتتعاظم التهديدات العابرة للحدود، ما يجعل من شبه الجزيرة الكورية نقطة اختبار حقيقية لتوازن الردع والدبلوماسية في آن واحد.



