واشنطن تصر على تفكيك النووي الإيراني بالكامل وسط تصاعد التوترات الإقليمية

قسم الأخبار الدولية 24/03/2025
أكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أن الولايات المتحدة لن تقبل بأي شكل من الأشكال بامتلاك إيران لبرنامج نووي قد يؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية، مشددًا على أن جميع الخيارات، بما في ذلك العقوبات والضغوط الدبلوماسية وحتى الخيارات العسكرية، لا تزال مطروحة على الطاولة.
محاولة لتجنب التصعيد أم مقدمة لتشديد الضغط؟
جاءت تصريحات والتز بعد تأكيد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أن الرسالة التي بعثها الرئيس دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي تهدف إلى تجنب مزيد من التصعيد. وأوضح ويتكوف أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو دفع إيران نحو الالتزام بمعايير شفافة تتيح التحقق من سلمية برنامجها النووي، لأن البديل سيكون غير مقبول.
وأضاف: “لا يمكن للعالم أن يثق بتطمينات إيران دون وجود آلية تحقق دولية فعالة، تضمن عدم تحويل المواد النووية الخاصة بها إلى سلاح، فنحن نحتاج إلى إجراءات صارمة تتيح التحقق الكامل من التزام إيران بتعهداتها”.
إيران ترفض الإملاءات وتلوّح بالمواجهة
على الجانب الآخر، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده لن تقبل بأي ضغوط لإيقاف أنشطتها النووية، لكنها مستعدة للتفاوض بشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن طهران لن تتردد في الدفاع عن سيادتها إذا فُرضت عليها المواجهة العسكرية.
وأضاف عراقجي: “إيران لم تتجاوز الحد القانوني في تخصيب اليورانيوم، لكننا لن نقبل بأي اتفاق يُفرض علينا تحت الضغط، وسنواصل تطوير برنامجنا النووي طالما لم نحصل على ضمانات حقيقية تحمي مصالحنا”.
عودة إلى المواجهة أم فرصة لإعادة التفاوض؟
التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران يأتي في وقت حساس، حيث تسعى بعض القوى الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018. إلا أن التطورات الأخيرة، بما في ذلك زيادة تخصيب اليورانيوم من قبل إيران، قد تدفع بالأوضاع نحو مزيد من التعقيد بدلاً من العودة إلى طاولة المفاوضات.
وبينما تواصل واشنطن فرض عقوبات صارمة على إيران، وتشديد الضغط الاقتصادي، فإن طهران من جهتها تراهن على تعزيز علاقاتها مع الدول الحليفة لمواجهة العزلة الدولية، مما يثير التساؤلات حول احتمالات الحل الدبلوماسي أو الانزلاق نحو تصعيد جديد في المنطقة.