واشنطن تستهدف منشأتين لتخزين أسلحة تابعة للحوثيين في اليمن ضمن استراتيجية لاحتواء التهديدات الإقليمية
قسم الأخبار الدولية 08/01/2025
نفذت القوات الأميركية ضربات جوية دقيقة استهدفت منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين لجماعة الحوثي في اليمن، وذلك في إطار جهود واشنطن المستمرة للحد من قدرات الجماعة العسكرية واحتواء التهديدات المتزايدة لأمن المنطقة والممرات البحرية الدولية. تأتي هذه الضربات بعد تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية وتهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ما دفع الولايات المتحدة إلى تكثيف عملياتها العسكرية للردع.
استهدفت الضربات الأميركية، التي نُفذت باستخدام طائرات مقاتلة مسيّرة، مواقع تخزين أسلحة وصواريخ يُعتقد أنها كانت تُستخدم في الهجمات على السفن التجارية والبنية التحتية الحيوية. وأكدت مصادر عسكرية أميركية أن الضربات أُجريت بدقة لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين، وأنها حققت أهدافها المرجوة بتدمير قدرات الحوثيين على شن هجمات وشيكة.
في المقابل، أدانت جماعة الحوثي هذه الضربات واعتبرتها “انتهاكًا صارخًا للسيادة اليمنية وتصعيدًا خطيرًا سيجر المنطقة إلى مزيد من التوتر”. وهددت الجماعة بالرد عبر تكثيف هجماتها على أهداف عسكرية واقتصادية في البحر الأحمر والمناطق المجاورة.
و ترى الولايات المتحدة، التي عززت وجودها العسكري في المنطقة خلال الأشهر الماضية، في تحركات الحوثيين تهديدًا مباشرًا للمصالح الغربية وأمن الملاحة الدولية، خاصة مع تزايد الهجمات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة. وجاءت هذه الضربات في إطار استراتيجية أميركية أوسع تهدف إلى شل القدرات اللوجستية والعسكرية للحوثيين وإضعاف نفوذهم في اليمن.
من جانب آخر، أبدت بعض الأطراف الإقليمية مخاوفها من أن تؤدي هذه الضربات إلى تصعيد أكبر قد يهدد مسار المحادثات السياسية الهشة بين الأطراف اليمنية المتنازعة. وكانت جهود السلام، التي ترعاها الأمم المتحدة، قد شهدت تقدمًا نسبيًا خلال الفترة الماضية، لكن التصعيد العسكري يهدد بإفشال هذه المساعي.
المراقبون يرون أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذه الضربات إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن تهديد الممرات البحرية وخطوط التجارة الدولية لن يُسمح به، وأن واشنطن لن تتردد في استخدام القوة العسكرية لحماية مصالحها وحلفائها في المنطقة.
في ظل هذا التطور، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى تأثير هذه الضربات على قدرة الحوثيين في المستقبل على شن هجمات مماثلة، وما إذا كانت ستنجح في فرض حالة من الردع المستدام أم ستفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد في اليمن والمنطقة بأكملها.