أخبار العالمأمريكاإفريقيا

واشنطن تراجع انخراطها في أفريقيا: إدارة ترامب تدرس خفض الوجود الدبلوماسي وتغيير بنية وزارة الخارجية

كشفت تسريبات إعلامية عن مسودة أمر تنفيذي تعدّه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقضي بإعادة هيكلة الوجود الأميركي في أفريقيا جنوب الصحراء من خلال إغلاق عدد من السفارات والقنصليات التي وُصفت بـ”غير الأساسية”، وإنشاء مكتب مبعوث خاص يتبع مباشرة لمجلس الأمن القومي بدلاً من مكتب الشؤون الأفريقية التابع لوزارة الخارجية. واعتُبر هذا التوجه بمثابة تحوّل جذري في سياسة واشنطن الخارجية تجاه القارة، ينزع نحو الانسحاب بدلاً من الانخراط.

وتضمّنت المسودة أيضًا توجهات لإلغاء أو تقليص أقسام أساسية معنية بحقوق الإنسان، وتغير المناخ، والديمقراطية، والمساواة بين الجنسين، تحت مبرر “تبسيط المهام وتكثيف إسقاط القوة الأميركية في الخارج”. ورجّحت تقارير، أبرزها من نيويورك تايمز وبوليتيكو، أن يشمل التقليص كذلك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) وربما عمليات القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، وهو ما قد يترك فراغًا استراتيجياً تسعى دول مثل الصين وروسيا لملئه.

وفي سياق متصل، أفادت الغارديان البريطانية أن مسودة القرار تقترح أيضاً إلغاء برامج تعليمية وتدريبية مثل فولبرايت -باستثناء تلك المرتبطة بالأمن القومي-، مع إنهاء نظام امتحان السلك الدبلوماسي لصالح مسار توظيف قائم على “الولاء للرئيس”، وهو ما أثار قلقاً داخل الأوساط الدبلوماسية الأميركية التي وصف بعض مسؤوليها الخطوة بأنها “تسييس خطير” للوظيفة الخارجية.

رغم محاولة وزير الخارجية ماركو روبيو نفي صحة هذه التقارير واعتبارها “أخبارًا مزيفة”، فإن مصادر في الخارجية أعربت عن قلق بالغ، خصوصاً مع توجيه الوزارة لممثلياتها في القارة إلى دعم الشركات الأميركية في إيجاد فرص تجارية، في مؤشر على إعادة توجيه العلاقة نحو مقاربة قائمة على المصالح الاقتصادية والتجارية.

ويتوقع أن يزور روبيو أفريقيا هذا الشهر في جولة تشمل كينيا وإثيوبيا، وسط تساؤلات حول مستقبل الشراكة الأميركية الأفريقية، خاصة في ظل تخوّف دول القارة من تداعيات انسحاب واشنطن على برامج حيوية كالصحة والتعليم والتنمية الديمقراطية.

ويرى محللون أن هذا التحوّل المحتمل في السياسة الأميركية يعكس نية أوسع لدى إدارة ترامب لإعادة تعريف الدور الأميركي في العالم، بما يتماشى مع أولويات داخلية ونهج أحادي في السياسة الخارجية، ما قد يُعيد تشكيل خريطة التحالفات والنفوذ في أفريقيا لعقود مقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق