واشنطن تتقصّى قدرات الدولة اللبنانية على استبدال مؤسسات «حزب الله»

قسم الأخبار الدولية 31/10/2025
كشفت زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت مطلع الأسبوع عن تحول في مقاربة واشنطن للوضع اللبناني، إذ تجاوزت الزيارة الأبعاد الدبلوماسية التقليدية لتلامس بنية النفوذ الاجتماعي لحزب الله في الجنوب، وفق مصادر سياسية لبنانية مطلعة على مضمون اللقاءات. وأفادت المصادر بأن الإدارة الأميركية باتت تدرس «مدى استعداد مؤسسات الدولة اللبنانية لتولّي المهام الاجتماعية والخدماتية التي يهيمن عليها الحزب منذ سنوات».
وتزامنت الزيارة مع تصاعد التوتر الحدودي مع إسرائيل وتراجع فعالية مؤسسات الدولة، ما جعل الجنوب ساحة اختبار مزدوجة بين الاستقرار الأمني والقدرة المدنية للدولة. واعتبرت أورتاغوس، بحسب المصادر، أن «حصرية السلاح» واستعادة مؤسسات الدولة لدورها في الجنوب هما الشرطان الأساسيان لأي دعم اقتصادي أو إعادة إعمار، مؤكدة أن واشنطن لن تموّل مشاريع تمر عبر قنوات حزبية أو خارج الإطار الرسمي.
وتشير المعطيات إلى أن واشنطن ترى الجنوب اللبناني منطقة نفوذ مدني بقدر ما هو ميدان عسكري، إذ تحوّل «حزب الله» منذ الأزمة المالية عام 2019 إلى مزوّد رئيسي للخدمات في مجالات التعليم والصحة والمساعدات الغذائية، ما عزّز مكانته كـ«دولة موازية» تدير شبكة مواردها الخاصة بعيداً عن مؤسسات الدولة المنهارة.
وتوضح مصادر متابعة أن أورتاغوس حملت إلى بيروت رسائل أميركية مشروطة بالسيادة، مفادها أن أيّ برنامج دعم دولي سيبقى معلّقاً ما لم تُظهر الدولة اللبنانية قدرة فعلية على إدارة الجنوب بفاعلية واستقلالية. وتؤكد واشنطن في هذا الإطار أن الأمن الاجتماعي لا يقل أهمية عن الأمن العسكري، وأن استمرار غياب الخدمات الرسمية يضعف الثقة بالدولة ويفتح المجال أمام ترسيخ نموذج اقتصادي اجتماعي بديل تديره القوى المحلية.
ويعتقد مراقبون أن هذه المقاربة الأميركية الجديدة تمثل محاولة لإعادة هندسة العلاقة بين الجيش اللبناني والمجتمع الجنوبي، من خلال دعم مؤسسات الدولة لتصبح بديلاً تدريجياً عن منظومة الحزب، مع ربط أي التزامات مالية أو مشاريع تنموية بمدى التزام بيروت بتعزيز حضورها في المناطق الحدودية وإثبات قدرتها على احتواء نفوذ «حزب الله» المدني قبل العسكري.
 
					 
					


