“واشنطن بوست”: النظام الإيراني يحتاج عامين على الأقل لصنع سلاح نووي لو أبقى برنامجه سريًا

قسم الأخبار الدولية 28-07-2025
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، في تقرير، أن الحرب، التي استمرت 12 يومًا، قد أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء، بشكل كبير، ودمّرت بنيته التحتية الأساسية؛ حيث لم تعد إيران “دولة على عتبة إنتاج القنبلة النووية”، بحسب تقييمات أميركية وإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، ترى مصادر مطلعة في إسرائيل أن النظام الإيراني يحتاج حاليًا، إلى عام أو عامين على الأقل، لصنع سلاح نووي قابل للاستخدام، وذلك فقط في حال تمكّن من إبقاء برنامجه سريًا.
وأضاف التقرير أنه خلال هذه العملية تم تدمير جزء كبير من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم والمنشآت الإنتاجية في “نطنز” و”فوردو” و”أصفهان”. كما أن موقعًا سريًا، قيل إن 400 كيلو غرامًا من اليورانيوم عالي التخصيب كانت مخزّنة فيه، دُفن تحت الأرض خلال هذه الهجمات.
وتصف “واشنطن بوست” أهم أجزاء هذه العملية، والتي لم يتم التطرّق لها كثيرًا، بأنها “التصفية الجسدية للعلماء النوويين الإيرانيين”، وتكتب أن معظم العلماء من الرتب الأولى والثانية والثالثة قُتلوا في الساعات الأولى للهجوم؛ وهو ما وصفته المصادر الإسرائيلية بأنه “ضربة قاصمة للهيكل العلمي والتقني لهذا المشروع”، وتثير شكوكًا جدية حول إمكانية مشاركة الجيل الجديد من العلماء في هذا البرنامج.
كما تطرّق التقرير إلى دور الجيش الأميركي في هذه العملية، ويذكر أن هجمات إسرائيل استُكملت بضربة نهائية من الولايات المتحدة، شملت قصف قاذفات B-2″” بالقنابل الخارقة للتحصينات، وصواريخ توماهوك من السفن الحربية. وقد منحت إدارة ترامب إذن تنفيذ هذه الهجمات في 13 يونيو الماضي، وبحسب التقرير، عندما أعلن ترامب وقف إطلاق النار، كانت إسرائيل على وشك دخول المرحلة النهائية لإسقاط النظام الإيراني.
وتابع التقرير: “كان من بين الأبعاد المهمة الأخرى لهذه العملية تدمير أجزاء أساسية من البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك مقر القيادة، والمختبرات، ومعدات الاختبار، والأرشيفات”. وفي الوقت ذاته، تم تدمير نصف الصواريخ الباليستية الإيرانية و80 في المائة من منصات إطلاق الصواريخ. كما أفادت مصادر إسرائيلية بوجود “غير متوقّع لصواريخ تعمل بالوقود الصلب في ترسانة إيران”، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للدفاع الجوي.
وكتبت “واشنطن بوست” أن من بين نتائج هذه الحرب قد يكون ارتفاع دافع النظام الإيراني نحو امتلاك ردع نووي، لكن إعادة بناء مثل هذا البرنامج، في ظل هذا الكم من الخسائر والتدمير، سيكون صعبًا للغاية.
وأشارت الصحيفة الأميركية، في ختام التقرير، إلى السياسة المقبلة للولايات المتحدة، وتساءلت: “هل ينبغي لواشنطن أن تسعى إلى اتفاق جديد للحد مجددًا من البرنامج النووي الإيراني أم لا؟”.. وأضافت: “في الوقت الحالي، وبحسب قول المسؤولين الأميركيين، ترفض طهران الشرط الرئيس لأميركا، وهو الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم. ومع ذلك، فإن معظم المنشآت النووية في إيران، في المستقبل القريب، لن تكون سوى كومة من التراب والأنقاض”.