هل ينجح مؤتمر برلين في حلحلة الأوضاع في ليبيا؟
طرابلس-ليبيا -زهور المشرقي
يسيطر الحديث عن مؤتمر برلين الدولي الذي ترعاه ألمانيا بخصوص ليبيا على المشهد السياسي والعسكري في البلاد، في ظل تأكيدات وتطمينات بأن المؤتمر سيكون غير سابقيه .
وتحشد ألمانيا حاليا لعقد مؤتمر يضم وزراء خارجية مجموعة الدول السبع والدول المعنية بالملف الليبي من أجل الوصول إلى حلول فعلية للأزمة في ليبيا ووقف التدخلات الخارجية ومنع تدفق السلاح، وقبل كل هذا وقف الإقتتال الدائر حاليا في العاصمة طرابلس.
ولا تزال الجهود الدولية لاحتواء الأزمة الليبية الراهنة قائمة، والأطراف الفاعلة ماضية في الترتيب لعقد المؤتمر الذي تغيب عنه الأطراف الليبية المتناحرة وفي هذا الإطار قال السياسي الليبي فوزي عمار، في حديث مع “سترتيجيا نيوز” اليوم الجمعة 15 نوفمبر2019، إن مؤتمر برلين هو محاولة للتوافق الدولي بشأن الأزمة الليبية.
وأضاف أن المؤتمر خطوة أولى ينتظر ان تتعبها خطوات تخصّ الليبيين في الداخل ، برغم سياسة الغموض التي تمارسها بعثة سلامة.
واعتبر السياسي الليبي أن نجاح مؤتمر برلين يعتمد على اتفاق الدول الكبرى غير المتفقة والمختلفة خاصة وأن هنالك كثيرا من “اللحم على شواية” مجلس الأمن، من سوريا وإيران والعراق وغيرها.
وأوضح محدثنا، أن الحلّ يتطلب تغيير تفويض بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من بعثة دعم إلى بعثة تدخل ، وهو الأمر الذي يتطلّب توافقا داخل مجلس الأمن، معبرا عن الخشية من” اتفاق الدول الكبري حول تقاسم ليبيا ككعكة بين الكبار”.
ووصف فوزي عمار، رئيسَ حكومة الوفاق بأ”المغتصبة للسلطة”، مذكّرا بأن المجلس الرئاسي لم يحصل بعد على موافقة البرلمان بالرغم من صرف مليارات الدينارات والدولارات دون أي غطاء قانوني ،لافتا إلى أن السراج قد صدر ضده 23 حكمَ محاكم بما قد يجعله يمضي باقي عمره في السجن.
وبخصوص إصرار السراج ودعوته الملحة إلى مشاركة كل الدول الفاعلة في الملف الليبي وعدم إقصاء أحد، في إشارة إلى دولتي “تركيا والجزائر” والتي لم تتلق أي منهما دعوة للحضور حتى الآن، قال السياسي الليبي فوزي عمار إن هاتين الدولتين منحازتان لجماعة”الإخوان المسلمين” وحماعة” الليبية المقاتلة” في طرابلس،حيث يرى السراج أن من الضروري حضورهما.
وذكر في الختام أن الجزائر اليوم مشغولة بمشاكلها الداخلية في ظل غياب حكومة منتخبة إلى جانب استمرار المظاهرات ما قد يمنعها من الحضور، لتبقى تونس الأقرب لليبيا من المؤهلين للعب دور فاعل،مذكرا بانتهاج الأخيرة منذ الأزمة في 2011 سياسية الإعتدال،وفق تعبيره.
ويشار إلى أن الهدف من هذا الحدث الدولي هو توحيد رؤية ومواقف الدول الفاعلة المتدخلة في الشأن الليبي، وسيكون تشديد حظر توريد الأسلحة بموجب القرار الأممي إحدى النقاط المهمة المطروحة في هذا اللقاء.
الجمعة 15نوفمبر2019