أخبار العالمأوروباالشرق الأوسطبحوث ودراسات

هل ينجح “الثلاثي الأوروبي” في إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية ؟

تعتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا إجراء محادثات جديدة مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهذه القوى الأوروبية المعروفة باسم الثلاثي الأوروبي تتواصل مع إيران لتحديد موعد لمزيد من المحادثات”، وذلك بعد تحذيرات من الثلاثي من إمكانية إعادة تفعيل العقوبات الدولية ضد إيران إذا لم تستأنف طهران المفاوضات.

ويمكن القول أن أوروبا قد باتت تعاني من الانقسامات الداخلية، وضعف الإرادة السياسية والارتهان للسياسات الأميركية، خاصة في ظل عودة ترامب، الذي ينتهج نهجًا أحاديًا ويقلل من شأن العمل الجماعي الأوروبي. في المقابل، لا ترى طهران أوروبا شريكا موثوقا، ما يدفعها لتقوية تحالفاتها الشرقية. فهل ينجح الأوروبيون في إعادة طهران إلى نهج المفاوضات ؟

إيران تتلقى رد واشنطن على مقترح أوروبي "نهائي" بشأن الاتفاق النووي

ذكرت تقارير أن طهران وافقت على إجراء محادثات مع الدول الأوروبية الثلاث، وأن المشاورات جارية بشأن موعد ومكان المحادثات.حيث أجرى وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” في 18 جويلية 2025 اتصالًا مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “كايا كلاس”. ,حذر الأوروبيون من أنه إذا لم تعد إيران إلى المحادثات، فإنهم سيفعلون ما يسمى بآلية “العودة السريعة” لإعادة فرض العقوبات التي تم رفعها بموجب اتفاق عام 2015 للحد من إنتاج طهران النووي.

كانت إيران والولايات المتحدة قد عقدتا عدة جولات من المفاوضات النووية عبر وسطاء عمانيين، قبل أن تشن إسرائيل حربها التي استمرت 12 يومًا ضد إيران في 13 جوان 2025. لكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إلى إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية أنهى المحادثات فعليًا.

كانت ردود الفعل الأوروبية على الضربات الإسرائيلية والأمريكية لافتة للنظر، نظرًا لقلة مناقشتها لشرعية الهجمات. ولم يكن هناك أي تردد من هذا القبيل عندما استهدفت روسيا البنية التحتية للطاقة النووية المدنية في أوكرانيا عام 2022. لكن الرد الفعل أبرز دور المتفرج الأوروبي، على النقيض من نهجها السابق في هذا الشأن. كان البرنامج النووي الإيراني محورًا رئيسيًا للدبلوماسية الأوروبية لسنوات.

بدأت دول مجموعة E3 مفاوضات مع طهران عام 2003. كما ساهمت في تسهيل توقيع الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي ضم روسيا والاتحاد الأوروبي والصين والولايات المتحدة وإيران. سعى الأوروبيون إلى الحفاظ على الاتفاق، حتى بعد الانسحاب الأمريكي الأحادي الجانب عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس “دونالد ترامب”.

أوروبا اليوم تواجه صعوبات كبيرة في استعادة دور مؤثر في تعزيز قضية منع الانتشار النووي مع إيران”. أضاف: “في الواقع، يتطلب الإسهام في اتفاق نووي جديد مع إيران من أوروبا رأب الصدع الكبير مع طهران، والتغلب على انقساماتها الداخلية بشأن الشرق الأوسط، والتعامل مع إدارة ترامب التي تبدو أقل حرصًا على أن تكون حليفًا موثوقًا به لأوروبا”.

تُظهر التطورات في ملف إيران النووي تصاعدًا في التحديات التي تواجه أوروبا، لا سيّما في ظل انعدام الثقة بين طهران والعواصم الأوروبية، وتدهور قدرة الاتحاد الأوروبي على ممارسة نفوذ فعّال كما يعتبر السياق الجيوسياسي الجديد، الذي يتسم بتصعيد عسكري تقوده إسرائيل بدعم أميركي، يُقوّض فرص التوصل إلى تسوية دبلوماسية. رغم محاولات “الترويكا الأوروبية” لإحياء الحوار مع إيران.

مستقبل الاتفاق النووي مرهونا بإرادة سياسية غائبة، وتحولات إقليمية قد تجبر الأطراف على التفاوض مجددًا تحت ضغط الأزمات لذلك ينبغي على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية بناء استقلالية دبلوماسية حقيقية بعيدًا عن عن الولايات المتحدة الأمريكية. وتجاوز الانقسامات داخل لاتحاد الأوروبي بشأن قضايا الشرق الأوسط، وتبني موقف موحد وفعال. من الضروري أن تُعيد أوروبا تصميم إطار التفاوض، ليشمل قضايا أوسع تتعلق بالأمن الإقليمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق