أخبار العالمإفريقيا

هل يملك الغنوشي مفاتيح الهجرة السرّية وأزرار الإرهاب؟

تونس-02-8-2021


تحت عنوان:هل يملك الغنوشي مفاتيح الهجرة السرّية وأزرار الإرهاب ؟ كتبت منيرة رزقي بجريدة(الصحافة) تقول:

حتى وإن قيل إنه ثمة أخطاء في الترجمة وإن المعاني أخرجت من سياقها فإن ما أدلى به رئيس البرلمان المجمّد راشد الغنوشي يعد فضيحة بكل المقاييس تعكس حالة الإفلاس والتخبط التي يعاني منها محاولا الإستقواء ببعض الأطراف الأجنبية وخاصة أذرعها الإعلامية للعزف على وتر المظلومية وتقديم نفسه حاميا للديمقراطية ومروّجا لسردية “الإنقلاب”،.
والمعاني الواردة في كلامه واضحة لا لبس فيها فقد استنجد الغنوشي بالإيطاليين محرّضا حساسيتهم ضد الهجرة السرية عبر تهديد مباشر بكون عدم عودته إلى سدّة البرلمان تساوي إغراق إيطاليا بـ “الحراقة” ومحددا عدد 500 مهاجر غير نظامي بمنتهى الدقة “سيغزون” هذا البلد!.
مع العلم أن الهجرة السرية كانت دائمة “صداعا” يؤرق الجميع سواء الضفة الشمالية أو الجنوبية للمتوسط ولم تتوقف يوما في عهد حكم حزبه على امتداد العقد الأخير بل تضاعفت جراء الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.
ولم ينس أن يحفّز نزعة الخوف لدى الأوروبيين من الإرهاب مؤكدا أن عدم رجوع تونس إلى وضعية ما قبل 25 جويلية يساوي قطعا تهديداتهم بهجمات إرهابية قادمة من تونس وحدد أمثلة بعينها وهي إيطاليا وفرنسا. ولا نحتاج الى ذكاء وقّاد لندرك أنه يخاطب الشركاء الاقتصاديين لتونس ليدمر العلاقات العريقة القائمة بين بلدنا وهذه البلدان.
وهو بهذا يشن حملة على تونس عبر تصريحات إعلامية نارية مهددة للسلم الأهلي داخليا، ومهددة لعلاقات تونس بدول الجوار الأوروبي خارجيا، وموقفه في هذا يتّسق مع ما يمكن أن نسميه بذراعه الأكاديمي إذا جازت العبارة رضوان المصمودي المواطن الأمريكي صاحب ” مركز الإسلام والديمقراطية” الذي يمتلك اتفاقية تعاون مع وزارة الشؤون الدينية في تونس والذي طلب بوضوح من سلطات الولايات المتحدة الأمريكية أن تمنع عن التونسيين المعونات والأدوية واللقاحات لأنهم خرجوا إلى الشارع محتجين على حكم “النهضة” ومساندين لقرارات الرئيس.
إذن الغنوشي الذي يعيش كما قال مستشاره السياسي السابق لطفي زيتون تراجيديا البقاء الطويل في السلطة لم يستوعب الدرس ولم يفهم التحولات الإقليمية بعد أن جرت مياه كثيرة في النهر كما يقول أصدقاؤه الانقليز. وخاصة لم يفهم الشعب التونسي وظل حبيس جلبابه الإخواني حتى وإن قال إنه تتونس في أكثر من مناسبة فقد جاءت الأحداث الأخيرة لتعيده إلى أصوله وأصوليته بالتحديد.
واليوم هو يراهن على أي ارتباك يمكن أن يقع فيه الرئيس سعيد- خصمه اللدود- ويترقب أي عثرة ليعود منها ولو كانت بحجم خرم إبرة، وهو المطالب حتى اللحظة بالحوار الذي سيعيد الروح إلى الحركة ويعيد إليه الزعامة التي تآكلت بعد أن تعالت الأصوات التي كانت مكتومة وصدحت بالنصائح التي كانت تقال في المكاتب المغلقة وباتت صرخات منثورة على قارعة الإعلام، من ذلك ما قاله القيادي في حركة النهضة سمير ديلو والقيادي المستقيل لطفي زيتون ثم يمينة الزغلامي وكلهم حمّلوا الغنوشي رأسا ودونما مواربة مسؤولية ما حدث وما قد يحدث من عنف يعصف بالسلم الأهلي في تونس وكأنهم يذكرونه بالماضي البعيد عندما مضى في التصعيد وتركهم يواجهون مصيرهم القاتم واختار “منفاه” المريح في العاصمة البريطانية وكأن ما يحدث اليوم صدى لما قاله عبد الفتاح مورو قبيل اعتزاله الحياة السياسية بكون الغنوشي يقود الحركة إلى المحرقة…

في الأثناء يوظف بعض المقرّبين من الغنوشي المنصات العالمية للتغريد باللغة الإنقليزية ومخاطبة الأنقلوسكسونيين وتحديدا البريطانيين والأمريكان الذين تربطهم بهم وشائج مصلحية معلومة وهم يجتهدون للتشويش على ما يحدث في تونس منادين بضرورة حماية الديمقراطية في هذا البلد وهم بذلك يستغلون الفراغ الكبير في هذا المجال. إذ يقل تعاطي في تونس مع تويتر الذي هو الأثير لديهم والمؤثر بشكل لافت ويحاولون تقديم تمثلهم لما حدث وتقديم أنفسهم حماة للديمقراطية ومسوّغين لكون الإطاحة بالغنوشي تعني نهاية المسار الديمقراطي في تونس!.
وهم بهذا يتجاهلون حقيقة مفادها أن رئيس حركة النهضة قابع في مكانه منذ أربعة عقود من الزمن غير عابئ بمعارضيه من أبناء حزبه كما أن تمسكه بالتمديد جعلهم يغادرون التحفظ والتكتم الذي يفرضه عليهم التنظيم ويبادرون بتقديم عريضة ضمت مائة شخصية قيادية مطالبين بإفساح المجال أمامهم واليوم هم يحمّلونه المسؤولية باعتباره رأس الحركة ولكنه يختار الهروب إلى الأمام وبأقصى سرعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق