هل يقدر”داعش”بعد انكساره على إثارة المخاوف؟
إفريقيا-31 مارس 2021
برغم انكسار شوكة تنظيمي”القاعدة”و”داعش”في سوريا والعراق،والقضاء على أغلب قياداتهما وتشتت فلولهما،لا تزال الأصوات ترتفع محذرة من خطر”عودة”داعش”، إلا أن عديد الخبراء المختصين في ظاهرة الإرهاب وأساليبه يعتبرون الحديث عن عودة”داعش” أمرا مبالغا فيه ،وأن أي ظهور هو مجرد محاولات يائسة من قبل جماعات مشتتة ضاق عليها الخناق،مشيرين في ذات الوقت إلى أن العمل الجماعي إقليميا ودوليا مطلوب لاستئصال تلك الفلول.
مثل هذه التحذيرات تجد صداها في شرق القارة وغربها ووسطها، وسط تحركات رسمية ثنائية وإقليمية لتنسيق عمليات مواجهة خطر الإرهاب.
في المغرب حذر وزير الخارجية بوريطة من تمدد الإرهاب”الداعشي”في إفريقيا،وفي النيجر دعا الرئيس المنتخب محمد بوعزوم فرنسا إلى الإبقاء على قواتها الجوية لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء.
وفي السودان تمكنت الأجهزة الأمنية يوم 23 مارس الجاري من إلقاء القبض على خمسة عناصر في العاصمة الخرطوم، اعترفوا بأن مجموعة من حوالي 100 شخص تسللت خلال الشهور الماضية إلى السودان،وذلك حسب ما جاء في بيان اللشرطة السودانية.
وأشارت الشرطة، إلى أنها ضبطت بحوزة المتهمين 2 مليون دولار يرجح أنها مخصصة لتنفيذ عمليات إرهابية.
وسبق هذه التقارير بأشهر قليلة، ضبط السلطات السودانية خلية إرهابية شرقي الخرطوم، وبحوزتها متفجرات، وعقب هذا الحدث انتشر مقطع مصور لمجموعة في ولاية القضارف أعلنت عزمها إقامة إمارة على غرار مخطط تنظيم “داعش”.
وكان التنظيم قد أبدى اهتمامه بالسودان عقب سقوط نظام البشير، في محاولة لاستغلال أي فراغ أمني للتمركز.
ونقلت بعض التقارير عن مؤسسة “الوفاء” الموالية للتنظيم رسالة للتنظيم تحت عنوان “نداء إلى أهل السودان من الداخل منها وإليها” دعت فيها أنصار التنظيم إلى اغتنام الفرصة لإقامة ما يسمى بـ”إمارة الحبشة” التي تضم السودان ودول شرق إفريقيا.
وفي السياق ذاته، أشار تقرير الخارجية الأمريكية عام 2019، إلى وجود التنظيم في السودان، وحذر من تمدد نشاطه، كما رصد محاولاته في تنفيذ عمليات إرهابية.
وانتشرت الأفكار التكفيرية بدرجة كبيرة في السودان حين وجد تنظيم “القاعدة” ملاذا له بالسودان حيث أقام أسامة بن لادن هناك لأكثر من خمس سنوات خلال التسعينيات من القرن الماضي.