هل يشتعل النزاع الحدودي السوداني-الاثيوبي مجددا؟
الخرطوم-السودان-30-12-2020
أعلنت القوات السودانية تعزيز وحداتها البرية والجوية على حدود إثيوبيا استعدادا لهجوم إثيوبي وشيك.
وقالت صحيفة سونا السودانية، إن القوات الإريترية دخلت إثيوبيا لمساعدة القوات الإثيوبية في منطقة الفاشقة، مع استمرار السودان الإعلان عن السيطرة على مناطق جديدة.
وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، إن القوات السودانية قامت بأنشطة غير قانونية داخل إثيوبيا ودمرت ممتلكات المزارعين، ولا داعي لتفسير صبرنا على أنه خوف، نحن مستعدون لحماية سيادتنا، على الرغم من أننا نفضل الحلول الدبلوماسية.
في وقت سابق، أكد رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، الفريق خالد عابدين، أن المناطق الحدودية مع إثيوبيا لم تتعرض لهجمات مؤخرا بعد استعادة القوات المسلحة السيطرة على تلك المناطق.
و تموضعت حشود عسكرية إثيوبية على الحدود، في ظل تجدد النزاعات الحدودية بين البلدين.
وحول استعداد الجيش السوداني للحفاظ على الأراضي التي استردها مؤخرا من الجماعات المسلحة الإثيوبية، أكد الفريق خالد عابدين الآن القوات المسلحة السودانية محترفة وذات تاريخ وإمكانيات معروفة للداخل والخارج، وقادرة على حماية حدودنا.
وأضاف أن القوات المسلحة تحارب من العام 1955 يمكنها ردع كل من يحاول العبث.. نحن قوات مسلحة نظامية قادرة على مواجهة كل من يعتدي على أرضنا.
وبدأ الجيش السوداني خلال الأسابيع الأخيرة التمدد في الأراضي التي كانت تحت سيطرة المليشيات الإثيوبية المدعومة من أديس أبابا، طوال فترة الـ 26 عامًا الماضية.
واتهمت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان لها، “الجيش السوداني بانتهاك الحدود وارتكاب أعمال غير قانونية”، مؤكدة أن “قواتها المسلحة في حالة استعداد وتأهب على الحدود مع السودان”.
وقالت الوزارة الإثيوبية، إن “السودان استغل الصراع في إقليم تيغراي لإشعال صراع حدودي”، مؤكدة أن “إثيوبيا ستتخذ إجراءات لحماية حدودها إذا لم يوقف السودان أنشطته غير القانونية”.
وتصاعد التوتر في المنطقة الحدودية منذ اندلاع الصراع في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا في أوائل نوفمبرووصول ما يربو على 50 ألف لاجئ إلى شرق السودان، وتركزت الخلافات على الأراضي الزراعية في الفشقة، التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان لكن يستوطنها مزارعون إثيوبيون منذ فترة طويلة.
ووقعت اشتباكات مسلحة بين القوات السودانية والإثيوبية في الأسابيع الأخيرة، واتهم كل من الجانبين الآخر بالتحريض على العنف، وأجرى البلدان محادثات هذا الأسبوع في الخرطوم حول تلك القضية.
ويتراوح الحال على الحدود السودانية الإثيوبية بين المرونة والصلابة تبعاً لارتفاع وتيرة التأثيرات السياسية والتحولات الداخلية لكلا البلدين.
وللنزاع الحدودي السوداني الإثيوبي تاريخ قديم، يعود إلى خمسينات القرن الماضي، ما جعله يتجدد بسبب إهمال حسم ملف ترسيم الحدود بين البلدين ليأتي التوتر المتصاعد أخيراً.
جاءت تلك التوترات بعد إعلان السودان عن تعرض قوات من الجيش لـ”كمين من المليشيات الإثيوبية”، أثناء عودتها من “تمشيط منطقة حول جبل أبوطيور”، ما أسفر عن “خسائر في الأرواح والمعدات” لتبدأ معها مؤشرات التوتر المستجد.
وتمسك الجانب السوداني بموقفه في سيادته على منطقة الفشقة الكبرى والصغرى، ويرى أنه لا يوجد نزاع حول هذه الأراضي مع إثيوبيا سوى عدم وضع علامات الترسيم الحدودية.
ووفقا للخرطوم تعود مشكلة ترسيم الحدود إلى عام 1902 بين بريطانيا التي كانت تستعمر السودان وإثيوبيا لكن ما زالت هناك ثغرات في بعض نقاط الترسيم بوضع العلامات ما يتسبب بانتظام في وقوع حوادث مع المزارعين الإثيوبيين الذين يأتون للعمل في أراض يؤكد السودان أنها تقع ضمن حدوده.