هل نسي العالم أزمة السودان في خضم حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة؟
تقرير زينب الذوادي قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 02-07-2024
وسط تزايد الإهتمام العربي والدولي بالحرب المستمرة على الشعب الفلسطيني في غزة، وجرائم الحرب الذي يمارسه كيان الإحتلال على المدنيين، وحرب الإبادة الجماعية والتي دخلت شهرها العاشر، يلاحظ العديد من السودانيين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن العالم يتجاهل المأساة والحرب الأهلية السودانية، التي تتجلى في نفسها إضافة إلى مأساة أخرى موازية أصبت العالم العربي والإنسانية جمعاء، كتردي الأوضاع المعيشية، على كافة المستويات، في مخيمات اللاجئين السودانيين، الذين فروا من الحرب الدائرة في البلاد، إلى دول مجاورة مثل تشاد، وجنوب السودان وإثيوبيا.
تصف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على موقعها الإلكتروني الوضع في السودان: “بعيداً عن أعين العالم وعناوين الأخبار، يستمر النزاع في السودان في التصاعد. تحدث أزمة إنسانية غير مسبوقة في جميع أنحاء البلاد مع استمرار تفاقم النزاع الصراع يجذب المزيد والمزيد من الناس وتم إجلاء العديد من الأفراد من منازلهم بسبب تفاقم القتال”.
وكانت وفاة السودانيين جوعا أخبارا لافتة للنظر في الأيام الأخيرة، بعد أكثر من سنة من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها مؤخرا، إنها تلقت تقارير عن “الجوع في السودان”، حيث تمنع الحروب توزيع المساعدات والغذاء على الأشخاص الأكثر حرمانا.
ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي في السودان، فإن هناك مايقارب 18 مليون شخص، في أنحاء السودان، يعانون من “الجوع الحاد”، ضمن عدد السكان الإجمالي البالغ 48 مليون نسمة، بينما يواجه أكثر من خمسة ملايين شخص، مستويات طارئة من الجوع، في المناطق الأكثر تضررا من الصراع، وعلى مستوى الأطفال فإن الأرقام تشير إلى أن 3.6 مليون طفل، دون سن الخامسة في السودان، يعانون من سوء التغذية الحاد.
الأزمة في السودان تتمثل في تعدد الجوانب خاصة منها السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تواجه البلاد، والتي تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار والتحديات المستمرة.
تحتاج السودان إلى جهود مكثفة ومستدامة من أجل تحقيق السلام الشامل والتنمية الاقتصادية، وتخفيف معاناة شعبها لتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا.
هل يغمض المجتمع الدولي عينيه إذا عن معاناة السودانيين وذلك لمجرد التغاضي فقط؟
أو بإعتبارها قضية من شأنها أن تغير أو تشتت الرأي العام عن القضية الفلسطينية اﻹنسانية اﻷوسع؟