هل شارفت معركة طرابلس على الحسم؟
زهور المشرقي -تونس
يبدو أن معركة طرابلس قد شارفت على مرحلة الحسم، بعد تقدم الجيش الوطني الليبي في عديدَ المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة المدعومة من قبل حكومة فائز السراج،حيث أعلن المتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري أن اقتحام العاصمة بات مسألة وقت فقط ،لافتا إلى فشل الجماعات المتطرفة في الهجوم على وحدات تابعة للجيش في مدينة ترهونة .
وتأتي تصريحات المسماري بعد يومين من عقد مؤتمر صحفي في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة حضرته وسائل إعلام ليبية ودوليةّ، حيث كشف خلاله عن ملامح المرحلة المقبلة “مابعد دخول طرابلس ” ، مشددا على أن خارطة الطريق التي أعدتها القيادة العامة استثنائية ومهمة وجاهزة للتطبيق في أي وقت لإخراج ليبيا من وضعها الحالي والإنطلاق في بناء “دولة القانون والمؤسسات ” عن طريق حكومة وطنية وخارطة طريق تشارك فيها مختلف الأطياف باستثناء المليشيات.
وقال المتحدث باسم الجيش الليبي ، إن انتصارات الجيش في ليبيا واضحة، مذكّرا بمقتل 57 إرهابيا الأحد الماضي وصدّ هجوم بطائرات مسيرة تركية كانت ستستهدف مواقع للجيش وأخرىسكنية .
وبيّن المتحدث، أن معركة طرابلس تجري على 7 محاور، وتختلف عن المعارك التقليدية المعروفة ، مؤكدا أن رفع راية النصر في بلاده بات واجبا وطنيا مقدسا.
وعن المساعي الأممية لاستئناف الحوار الليبي-الليبي، أشار المتحدث باسم الجيش،إلى أن وقت الحوار والدبلوماسية قد ولّى، موضحا أن أهداف القوات المسلحة الليبية واضحة، وأبرزها إنهاء حكم المجموعات المسلحة وسيطرتها وغطرستها، مؤكدا أن أي إيقاف لعملية الجيش العسكرية، يعتبر خطأ فادحا .
ونفى أحمد المسماري ما روجته بعض المواقع الإلكترونية عن انسحاب الجيش من طرابلس، لافتا إلى أن مواقع من بينها قناة ‘ليبيا بانوراما’ المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين حرّفت تصريح المبعوث الأممي غسان سلامة، لتضليل الرأي في ليبيا .
وكانت القناة المذكورة قد قالت نقلا عن سلامة، إن المشير خليفة حفتر مستعد لانسحاب محتمل من طرابلس مقابل الحصول على مناصب متقدمة بالدولة، لكن البعثة أصدرت بيانًا لاحقًا، وقالت إن تصريحات غسان سلامة جرى تحريفها من قبل وسائل الإعلام.
ومن جانب أخر، أفادت مصادر عسكرية ليبية بقيام سلاح الجو بتدمير ثلاث غرف عمليات تابعة للوفاق جنوب طرابلس أواخر الأسبوع المنقضي ، في وقت تشهد فيه عدة محاور جنوب شرقي العاصمة طرابلس اشتباكات عنيفة تجددت منذ ساعات بين قوات الجيش الوطني وقوات الوفاق لليوم الرابع على التوالي .
وغير بعيد عن نفس السياق ، أعلن الجيش عن استهداف مواقع وتمركزات المجموعات المسلحة في عدة محاور في العاصمة طرابلس.
وكانت ضربات سلاح الجو الليبي غرب العاصمة قد أدت إلى هروب مجموعات مسلحة “تشادية”، من مصنع الإسمنت في مدينة غريان، ومصرع 6 من مسلحي الوفاق، وتدمير سياراتهم بالكامل.
ويشار إلى أن محللين ليبيين أكدوا أن الإستراتيجية التي يعتمدها الجيش الليبي في معارك طرابلس ترتكز على ثلاث نقاط رئيسية أبزرها أن يظل الجيش هو المسيطر على مجرياتها، وإدامة زخم المعركة لإرهاق الخصم ،والحفاظ على حياة المدنيين ومؤسسات الدولة .
ويرى ملاحظون أن تأخر حسم المعركة التي دخلت شهرها الخامس يرجع الى حرص الجيش على عدم تضرر المدنيين والأماكن العامة والمؤسسات حيث يستخدم إلى غاية ألان النزر اليسير من القوة في معركته لتحرير العاصمة من المليشيات الإرهابية المدعومة من تركيا وقطر .
وفي خضم هذه الأوضاع، تزداد نقمة المواطنين على المليشيات وحكومة الوفاق، خاصة في ظل تفاقم سطوة المليشيات وإرهابها على غرار تعمدها إطلاق النار على متظاهرين طالبوا برواتبهم والسيولة النقدية.
وكان خبراء عسكريون قد تحدثوا عن استخدم الجيش الليبي لتكتيكات جديدة بهدف حماية المدنيين والحيلولة دون سقوط ضحايا منهم، فضلاً عن استهداف معسكرات ومخازن ذخيرة تابعة للمليشيات بالقصف الجوي، فضلا عن التركيز على الجمع بين التخطيط الأمني والتنفيذ العسكري، لتسقط بذلك عناصر المليشيات تباعًا قتلى وجرحى وأسرى.